لترتيب الأحوال ، فأخّر من المنصب عدة ولد عثمان وجعل بدله آغة على الدواير الحاج الحبيب بالشريف الكرطي التلاوي وجعل له قائدا محمدا بالبشير البحثاوي بإتقان ، وأخّر على الزمالة من المنصب الحاج الوزاع بن عبد الهادي وجعل بدله آغة محمد بالمختار وجعل له قائدا قدور بالصحراوي المعروف بولد درباك للاشتهار.
مصطفى بن إسماعيل يستنجد بالآغا المزاري
قال فبينما هو جالس في بعض الأيام ، ويتدبر في أحوال الأمر كيف يكون لغاية الاحتكام ، وإذا برسولين أحدهما يقال له العربي بن حطاب والآخر غاب عني اسمه لكنّه من المقان على يد الحاج محمد بن عبد الهادي المقني جاءاه من عند عمّه مصطفى بن إسماعيل ، بكتاب يقول له فيه أخبرك بأن تلمسان انجلا عنها أهلها وهم باعلا (كذا) عوشبة ولم يبق فيها إلا القرغلان (٢١٥) وهو وإياهم مع الأمير في أرذل الأجاويل ، وأنّ أكثر القرغلان اتفق مع الحضر على تسليمي للأمير ، ولم يبق معي في الكلمة والنعرة والنصرة إلا أبو جنان بحومته وإني أخشى على نفسي حينئذ من فتك الأمير ، فلا بدّ من قدومك لأخذي بمن معي من غير التأخير ، كما بعث مصطفى والقرغلان كتابا للمريشال كلوزيل أيضا ، وسألوه القدوم لتلمسان فرضا ، فبعث المزاري لعمّه رسولا يعلمه بأنه قادم للإتيان به بالجد لا الهزول فأكل السّبع الرسول بشبعة اللحم قبل الوصول.
كلوزيل يغزو تلمسان
ثم ذهب للمريشال وأخبره بذلك ، فقال له قد بلغني الخبر وما تراه الآن في ذلك فقال له المزاري لا بد من الذهاب لتلمسان ولو وحدي ، وسترى إن شاء الله ما يكون في قصدي ، فإني آخذها مع غيرها عنوة ، ولا يكون إلا الفتح بإذن من به الحول والقوّة ، ففرح المريشال بكلامه وأثنا عليه خيرا وعلم أن ذلك سيكون فورا ، فجهّز المريشال محلّة من ستة إلى سبعة إلى ثمانية آلاف مقاتل ،
__________________
(٢١٥) الكراغلة هم العناصر التركية ذات الأم الجزائرية ، والأب التركي.