وصيف من عسكر السلطان ، ولما وصل مصطفى بن إسماعيل بذلك الجيش ، أسكنه المعسكر وصار يجلب له الرعية من كل ناحية وهو في غاية الفيش.
الحماية التونسية على وهران
قال وفي غيبة مصطفى للمغرب اشتغل النصارى بتنظيم جيش تونسي وأتوا به لوهران ، تحت رئاسة خير الدين التونسي ومعه رجل من الزمالة ذهب فارا لتونس اسمه علي ابن التازي وسماه النصارى باي وهران ، ودخل من بقي من كبراء المخزن من غير الحاج المزاري ورحل المخزن ما بين الدوائر والزمالة من قرب تلمسان وأتوا إلى قرب وهران ، ودخل من بقي من كبراء المخزن من غير الحاج المزاري عند الجنرال دمرموا وتكلموا معه على الدخول تحت حكم التونسي خير الدين ، ولكنهم يبقون ساكنين بملاتة فقبل منهم الجنرال ذلك وصاروا تحت حكم التونسي في الحين ، ولما رأى المخزن حكم مصطفى بن إسماعيل وابن أخيه الحاج المزاري مع المغربي السيد أحمد بن العامري صاروا يتأخرون عن مخالطة التونسي بوهران ويدخلون تحت حكم مصطفى وابن أخيه الحاج محمد المزاري الذين لهما الحرمة الوافية مع السيد أحمد بن العامري. ولما بلغ الجنرال دمرموا ذلك بعث للدولة بافرانسا وأخبرها بفعل سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان ، وما وقع بسببه من الخلاط في مخزن وهران ، فبعثت الدولة لسلطان المغرب ليكف نفسه عن هذا الفعل ولا يعود له أبدا ، وإن عاد سيرى ما لا سمعه ولا رآه أبدا. وكان بالعامري قد استقل بالتصرف دون مشاورة أعيان المخزن وغيرهم ، بل كان اعتماده على شرذمته التي لا أمن لأحد من مكرهم ، وظهر في الوطن عبث المغاربة بالفساد ، والجور والظلم وعدم الرفق بالعباد. ولما رأى أهل الوطن ذلك فزعوا من فعلهم تفزيعا وعمّوا بالوقوع بهم وقتلهم جميعا ، فشعروا بذلك ورأوا أنه لا ريب توقيعا ، ووافق ذلك أمر سلطانهم لهم بالقدوم ، ويتركوا المغرب الأوسط لمن هو من غيرهم موصوف بالعكروم فهرب كبيرهم السيد أحمد بن العامري لتلمسان ومنها زاد لفاس ، وهرب أصحابه لوهران ومنها زادوا / ، في الفلك لطنجة في شدة إياس. ولما حصل لهذا الوطن بالمغاربة الإذلال ، أنشد بعض الأدباء من أهله في ذلك أبياتا فقال :