محاولة مصطفى بن إسماعيل الدخول تحت
طاعة الفرنسيس
وكان في تلك الأقوام المكتوب لهم صديق لمصطفى بن إسماعيل ، فأطلعه على ما في مكتوب الأمير وأنذره بالتأويل ، ولما تحقق مصطفى بذلك أخبر مخزنه وذهب فورا للجنرال دسمشال (DES MICHEL) وسأل منه الدخول تحت الدولة ويكفيه أمر الأمير بكل حال ، فأبى ذلك وحصل بين المخزن والدولة المقاتلة الفادحة بمسرقين ، وحيث تحقق مصطفى بأنه سدت عليه الأبواب البحرية التجأ للناحية الغربية ورام الدخول في طاعة سلطان الغرب بالترقين ، وأمر الدوائر والزمالة وأهل أنقاد بالانتقال للنواحي الغربية للصيانة والحماية بالعناية ، فجدوا السير باليل (كذا) والنهار إلى أن نزلوا أسفل تلمسان بالحناية ، وفيها لحقهم الأمير بجيوشه صباحا ، وطعن بعض الدواوير والزغاريت عليه باختلاف ألحانها من نساء تلك الدواوير صياحا ، فرحا به وظنا منهم أنه لم يرد شيئا من الشرور ، وهم معه في غاية الفرح والسرور والأعيان في بعد منه بجيشهم وبأيديهم خيول القادة ، ينتظرون ما يكون به الحال مصاحبين لسلاحهم من البنادق والبشاطيل (كذا) والسيوف اللامعة الصقيلة الهندية الوقّادة ، فابتدأهم الأمير من قلّة عقله بالحرب ، ولم يترقب العواقب فعوّلت لذلك الشجعان على الطعن والضرب ، واشتد الحرب وحمى الوطيس ، وغاب الحاجز وقوي الحسّ والحسيس ، وذهب المسامر والأنيس المنادم وصاحب الجلوس ، ودارت رحا (كذا) الحرب وشعلت نارها فوق الرؤوس ، فلم يك (كذا) غير ساعة إلا وانتصروا عليه وهزموه هزيمة شنيعة ، وهجم عليه مصطفى في خمسين فارسا شجاعا إلى أن أنقله من محلّه الثابت به وغنم المخزن منه الغنيمة العظيمة سريعة ، وضربه الشجاع الحاج محمد ولد عبد الله بن الشريف الكرطي التلاوي ملامسة بمكحلته فأتت رصاصتها في فرسه فسقط ميتا ، وفرّ الأمير راجلا ولو لا مبادرة جيشه إليه وإردافهم إياه خلف فارس لحصل الظفر به حيا كان أو ميتا.
وحدّثني بعض من حضر للواقعة أن ابن عمّه سي المولود بو طالب كان واقعا على رأسه فقال لخزناجيه سي بن عبّ انزل على فرسك واركب عليه