العزيز والحقير ، وحصل المصاف بينهما بمحل من بلاد بني عامر يقال له قرقر ، انجلا (كذا) فيه الأمر بقتل الحاج المزاري لأبي شويشة ولد العسري رايسهم (كذا) فيما هو مشتهر ، بعد تجاولهما في السروج ، وروم أبي شويشة اقتلاع الحاج المزاري من سرجه وكل منهما كأنّه الأسد الهيوج ، فاستخرج الحاج المزاري بشطولة (كذا) من حزامه وضرب بها أبا شويشة فتركه يتشحط في دمه ، وانجرح بالحاج المزاري فرسه وجاء به بلا ندمه.
ولمّا سمع الشيخ بالغماري بالواقعة قال للأمير قد ظهر ما قلته لك في بني عامر وسأل منه التسريح ، فجاء صحبة آغة الحاج بالحضري في القول الصحيح ، وألفى ابنه وابن أخيه قد ماتا في تلك الواقعة ، كما مات البعض من الدوائر والخلق الكثير من أنقاد بنزول الصاعقة ، فمنها بنوا عامر رجعوا لمحلهم منهزمين بكلهم لا ببعضهم ، ومنها الدوائر وأنقاد خيّموا على حالهم بأرضهم.
ثم وقع قتال آخر بين الدوائر وأنقاد وبين بني عامر بجميع أحلافهم وأجنادهم ، فانهزم فيه بنوا عامر وأطردوا من بلادهم ، حتى أن كبيرهم الزين بن عودة نهبت محلته ، وحل في الغضب وسلبت حلته ، فذهب بنوا عامر للحشم واستنجدوهم بالمال الكثير ، وسألوا منهم أن يقولوا فورا للأمير ، أن الدوائر ، ومن انخرط معهم في عقد السلك ، إن لم يبادرهم بالغزو وتشتيت الشمل لا محالة يتغوّلون عليه وينتزعون من يده الملك ، وأنهم قد ارتبطوا بأهل سيق وهبرة ومينا وشلف وتيارت ، وراموا تشتيت شمله والتوصل لملكه بالقول الثابت.
/ ولما قال الحشم ذلك للأمير ، رسخ ذلك بباله وظن صحته ونسي وصية والده ولم يدر ما يفعله الشيطان العدوّ من التنفير ، وبعث مكاتبه للنواحي الغربية ذات الغوغاء والصياح ، مثل ولهاصة ، ونزارة ، والغسل ، ومديونة ، وأولاد رياح ، قائلا لهم اعلموا أني في يوم كذا اغزو الدوائر والزمالة وأنقاد ، ثم أعود للبرجية وبطيوه فكونوا أمامهم وأنا خلفهم لأمحو أثرهم من الأرض وأقطع ذكرهم من البلاد وأريح منهم العباد ، فإنهم كأصحاب مينا وشلف لا زالوا على سلف الترك سالكين ، وللمشي في سبيلنا تاركين.