عليهم وتخيل له ولأهل دائرته من الحشم وبني عامر ومن انخرط فيهم من كلام مصطفى بن إسماعيل أنه إذا أبقى المخزن بنواحي تلمسان يكون له الضرر الجزيل ، لكونهم لهم ارتباط مع سلطان المغرب وذويه ، فإذا أساءهم وجار عليهم في الحكم يصبحون في الحدود ويفسدون ملكه وينزعونه من يديه ، كما أنهم إذا نزلوا بالجهة الشرقية أو بتيارت يقوى عضدهم بأهل تلك الواحي للأخوة التي بينهم ويضرونه بالقول الثابت.
رأي مصطفى بن إسماعيل في الأمير
قال : وقال مصطفى بن إسماعيل أني لمّا اجتمعت به تيقنت أنه من الأمراء الغادرين ، والملوك الباغضين الماكرين ، فقيل له وبما عرفت ذلك ، حتى تحقّق الأمر عندك بما هناك ، فقال لأني لما جلست معه وصرت أكلّمه ألفاه لا يجتمع بصره ببصري قط وإنّما ينكس بصره إذا أنظرته وينظر بالأرض ، وإذا نكست رأسي ونظرت بالأرض ينظرني ببصره ويزنني بالطول والعرض ، وتلك عادة الغادر ، والباغض الماكر ، الذي لم يكن من أهل الأمن والأمان ، ومن كان هكذا لا تكون معه معاشرة ولا خدمة بطول الزمان.
ثم اتفق مصطفى مع أخيه الحاج بالحضري على بقاء ابن أخيهما الحاج محمد المزاري ومحمد ولد قادي عند الأمير بالعرش وهما ونحو الخمسين إنسانا وفي رواية عشرين ما بين الدواير والزمالة من أعيان العرش ، يسكنوا (كذا) تلمسان فبقوا بها مدة ثم رجعوا دون مصطفى لبلادهم ، وصاروا من جملة أخوتهم في كل / مرادهم.
الأمير يعين الحاج محمد المازي
آغا على المخزن
وحيث أذعن المخزن للطاعة ، جعل الأمير الحاج المزاري آغة المخزن ورايس الجماعة ، بدلا من عمّه الحاج بالحضري الذي كان عنده سابقا آغة المخزن وقبل الواقعتين سلّم في الوظيف ، وجلس ببيته تاركا من حينه لعدم