أموالهم وسجن أعيانهم وانتقل عنهم فدسّوا ذلك لوقت الجزيمة. ولما كثر فساد الفنيد ودام ثلاث سنين تحير داكوبير من ذلك وصار في حدس وتخمين إلى أن أشار عليه بعض الأسترازي بأن يرسل ولده سيجبير ، سلطانا على الاسترازي ففعل واطمأنت نفوس الأستراز وبادروا لقتال الفنيد ومنعوه من الدخول للفرانسيس. لملاسقة الفنيد لهم في الملك الجسيس ورام داكوبير الاستلاء (كذا) على ملك أخيه كلوتير لما مات فمنعه السكسون كما حقّه الرّوات ، وقصد بجيوشه للقتال فجمع داكوبير جيوشه الكثيرة الأثقال ، وقسّمها على عشرة أقسام ، وجعل على كل قسم أميرا لا يخالف المرام وخرجوا للقتال فهجموا على مدينة بواطي وجميع ما انضم للسكسون ، واستولوا عليها واستخدموا الاكيتين وهزموا السكسون / فسأل كبراؤهم منه الأمان فأمّنهم وألزمهم الإذعان وهدنهم ، وقدّمت جيوشه للبروتون لما خلعوا طاعة السلطان فحاربهم وهزمهم بما لا يصفه لسان ، وقدم أميرهم إليه بهدايا عظيمة ذات أموال جسيمة وكان لداكوبير وزير صائغا (كذا) فصاغ له كرسيا من خالص الإبريز ، وهو الذي بنا (كذا) الموضع المعروف بساندي بالدير الكبير بالبريز وأقطعه أملاكا لا تحصى في العدد ، ولا تحصر في المدد ، بحيث أقطعه في يوم واحد خمسا وعشرين مدينة ، وصيّره محلا لدفن الملوك الفرانسوية تصييرا موبدا مدينة. ومات بأواسط ينيّر (كذا) سنة الخمسة والخمسين (٨) بعد مالك (كذا) عشرة من السنين. قالوا ولم تقع منه إلّا الفلتة التي قتل فيها نحو التسعة آلاف من التتار المؤتمنين.
الملك كلوفيس الثاني
وثاني عاشرهم ابنه كلوفيس الثاني المعروف عند القاصي والداني ، تولى يوم موت أبيه لأن أباه لما مات خلف ولدين وهما سيجبير وكلوفيس بغير مين ، فبايع رؤساء الدولة كلوفيس على البوركينو والنستري وجعلوا وزيره لإدارة ملكه
__________________
(٨) الموافق ٦٧٥ م. والغريب أنه استعمل اسم الشهر الفرنجي ، في السنة الهجرية. وسنورد في آخر الكتاب قائمة الملوك الفرنسيين مرتبين بتواريخهم التي ضبطها قاموس لاروس الكبير طبعة ١٩٨٤ م.