وأمره إيكا البهتري ، وتركوا الاسترازي لأخيه سيجبير ووزروا عليه لإدارة الملك بيبان لما كان كل منهما صغير ، فمات بيبان وتوزّر ابنه كريمولد ، ثم مات سيجبير وترك ابنا من سبع سنين ليس له قوة ولا جهد ، فراع وزيره الاستلاء (كذا) على الملك وحلق رأس الولد وأرسله لجزيرة الإيرلند في الفلك فمنعته الأمة وقبضته ثم مكنته مع ولده من كلوفيس فقتلهما وانفرد بالملك الأنيس ومات سنة ثلاث وسبعين (٩) بعد ما ملك ثماني عشرة من السنين ، وخلّف ثلاثة أولاد بالأكمل ، وهم كلوتير الثالث وشيلديريك الثاني وتياري الأول.
الملك كلوتير الثالث
وثالث عاشرهم ابنه كلوتير الثالث الذي لملك أبيه وارث وحالث ، تولى يوم موت أبيه على الملك بالتمام ، وهو صغير ابن ستة الأعوام (كذا) وتوزّر عليه لإدارة أموره ايركيفولد ومات وتوزّر بعده ايبروين الرند وهو من عقلاء الوزراء والأعيان الكبراء ، فجعل شيلديريك الثاني سلطانا على الاستراز لطلبهم ذلك ومراده وضع الوزراء وإدخالهم في حكم السلطنة للاحتراز ، غير أنه علا قدرهم وطما / (كذا) وانتشر صيتهم وسما ، ومات كلوتير سنة سبع وثمانين (١٠) بعد ما ملك أربعة عشر سنة بالتبيين.
الملك شيلديريك الثاني
ورابع عاشره أخوه شيلديريك الثاني تولى يوم موت أخيه ذي البياني وهو ابن تسعة عشر سنة ، محررة محقّقة معيّنة. وسببه أن إبيروين الوزير أقعد تياري الأول على الكرسي من تلقاء نفسه ، من غير مشاورة أبناء جنسه ، فأنفت الأمة وغضبت واتفقت على العناد وله طلبت وبايعت شيلديريك المار ، وخرجت بجيوشها لمحاربة الوزير وسلطانه المشهار ، ولمّا رأى الناس ذلك تأخروا عن الفتنة وتمكّنت الأعيان من الوزير وسلطانه فحلقوا رأسيهما وأرسلوهما لبعض
__________________
(٩) الموافق ٦٩٢ م.
(١٠) الموافق ٧٠٦ م.