الأعرج بن محمد بن فريحة ، من أولاد سيدي محمد بن يحيى مقرّي الجان ذكي القريحة ، فأتبعه الناس على ذلك وهم في فرح وسرور بذلك.
الغمز واللمز في البيعة
ولمّا عقدوا له البيعة بالتغريس ، قال بعض علماء وأولياء الله بغريس ، سبحان الله هذه البيعة لا يستقيم لصاحبها حال ، ولا يهنأ له قرار ومنال ، ولا شفقة له ورحمة في الأعيان وغيرهم من النساء والرجال ، وإنما هو سفاك للدماء ، وليس من السادات الرحماء ، لكون أول من بايعه أسمه الأعرج والمحل المبايع فيه اسمه الدردارة ، فلا ريب أنّ أيامه وأحكامه وأحواله عرجا ولا تستقيم وإنما تبقى مدردارة ، وهلّا كان اسم ومحل غير هاذين ، من الأسماء التي يكون بها التفاؤل ولا تدل على الريب والبين.
قلت وكأنه أخذ في فراسته من قضية المبايعة للإمام سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه الذي هو ليث الكتائب ، لأنه أوّل من بايعه سيدنا طلحة بن عبد الله ، أحد العشرة رضياللهعنه وعنهم فإنه من ذوي الفضل والجاه ، وكانت يده قد شلّت في قضية أحد فيما اشتهر ، فقال حبيب بن ذؤيب رضياللهعنه : إنا الله وإنا إليه راجعون أوّل من بدأ بالبيعة يد شلا لا يتم هذا الأمر. ولمّا سمع الأمير الراشدي تلك المقاتلة (كذا) أسرّها في نفسه وأضمر الفتك بمن سيظفر به من علماء وأولياء غريس ، فكان بعد ذلك بينه وبينهم من العداوة الواضحة التغريس ، وإلى كون وقائعه مع أبيه في وهران ، هي سبب توليته أمير بالمغرب الأوسط بغير بهتان ، أشار الأمير في قصيدته الواوية بقوله :
لذاك عروس الملك كانت خطيبتي |
|
كفجأة موسى بالنّبوءة في طوى |
وقد علمتني خير كفء لوصلها |
|
وكم ردّ عنها خاطب بالهوى هوى |
/ فواصلتها بكرا لدي تبرّجت |
|
ولي أذعنت والمعتدي بالنوى نوى |
وقال صاحب جوهرة الرّضى :
لذا انعقد الإجماع من آل راشد |
|
على بيعة الإمام فهو بها أجدر |
فأوّل فاه صاح بالبيعة التي |
|
بدت سليل النجادي أعرجها الأبر |