المفضوح. وقسّم في سنة أربع وثلاثين ماله على أولاده (٦) فأعطى لداكوبير وهو ابن خمسة عشر سنة الاسترازي بأفراده ، وكان رايس الوطن بيبان فلم يحصل منه ما يخالف الإذعان ، ثم خرج السكسون عن داكوبير وامتنعوا من إعطاء الضريبة فحاربهم بجيوشه فلم يطق عليهم واستصرخ بأبيه فجاءهم بجيوشه القوية ، فهزمهم وأسّر بعضهم ثم ركز سيفه بالأرض بعد ما صقله ، وأوقف الناس الأسارى معه فكل من جاوزه قتله ، وكان كلوتير عالما بحسب زمانه ، ووقته وأوانه لكنه كان مشغوفا / بقنص الصيد ، متولعا بالنساء ، وصاغ لوساوسهن وهن ذات الكيد ، وبقي على حاله إلى أن مات سنة خمس وأربعين (٧) بعد ما ملك أربعا وأربعين من السنين.
الملك داكوبير الأول : DAGOBERT.I
وحادي عاشرهم ابنه داكوبير الأول ، الذي عندهم في الالتحام المعول ، تولي في اليوم الذي مات فيه أبوه كما سبق ، ونقل كرسي المملكة من الاسترازي إلى بريز لمن حقّق ، فعظم على أهل مملكته الانتقال عنهم ، وبعده منهم وكان ذا أمور حسنة ، ومسائل مستحسنة منها جولانه وفحصه عن الرعية ، ونظره في أمورهم المفيدة المرعية ، فمهدت له البلاد وأذعنت له العباد ، خشية سطوته وما رأوا منه من الإحسان ، ودعت له بالنصر على العدوان فهمّ أخوه كاريير بالتعرض له في ملكه ، فقهره وأبقاه على الأكيتين بفلكه وفي العام الثالث من توليته حصل له بالحرب مع الفنيد المستقرين بالأيلب ، من الألمان العتيد ، لما نهبوا قافلة من رعيته وقتلوا بعضها ، فأرسل بعض خواصه لسلطانهم برسالته فلم ينظر لفظها ، ورجع الرسول خائبا ، ولمالكه ذميما كائبا ، فجهز لهم محالا ثلاثة ما بين الألمان واللومبار والاسترازي وساروا حثاثة ، وتحارب الفريقان ثلاثة أيام فظهر من الألمان واللومبار القتال الذي لا فيه لئام (كذا) ولا احتشام وهزموا العدو وأذاقوه نكال الدوام ، وظهر من الأسترازي جر الهزيمة لكون داكوبير سلب
__________________
(٦) الموافق ٦٥٤ ـ ٦٥٥ م.
(٧) الموافق ٦٦٥ ـ ٦٦٦ م.