باهية ، واتفقت الأمة على نيابة زوجته عنه ، ما دام صغيرا وعن التصرف بعيدا عنه وحصل الحرب بينه وبين الأندلسيين ، لحصارهم روكرو في الحين ، وهزمهم شنيعا ، وأوقع بهم موقعا بضيعا ، وذلك سنة توليته وتكرر الحرب بين الفريقين ، مرارا عديدة بلا مين ، إلى أن حصل الصلح في سنة خمس وستين من المذكور بالتبريز ثم وقعت الحروب بينه وبين الروافض بباريز وانتشرت كثيرا بالتحريز ، إلى أن انعقد الصلح سنة ستة وسبعين (كذا) من المذكور ، ثم جهز جيوشا قدرها مائة ألف مقاتل ، لحروب الهولاندة (كذا) وريس عليهم من أعيانه كل باسل ، وذلك سنة تسع وثمانين من المذكور فاستولى على عدة مدنها ، وقراها وحصنها ، ولا زال في المحاربة والمقاتلة والمضاربة مع الأجناس إلى انعقاد الصلح في سنة ست وتسعين من المذكور.
الحملة الفرنسية على الجزائر
في عهد لويس الرابع عشر
ثم جهز عمارة الجيوش لمحاربة الجزائر في المشهور ، وذلك سنة تسع وتسعين من المسطور (١٦٠) وفي عجائب الأسفار للحافظ أبي راس أن ذلك سنة سبع وتسعين من المذكور وكان قدومهم للجزائر في خمسة وعشرين مركبا عظيمة ، فرموها بالبونية (كذا) رمية جسيمة إلى أن هدّموا أكثر دورها وبعض مساجدها ، وكذلك رموا على شرشال بموائدها ، واقتنص المسلمون لهم مركبا فيه جملة من الأكابر ، فحصل الفرج بغير المفاخر ، وسعى الناس في الصلح على شرط ردّ / الأسارى النصارى من عند المسلمين ، فلم يرض حسن باشا بالموافقة لما يرومه العدو بالتبيين ، واستمرت الفتنة إلى أن هاج البحر هيجانا عظيما ، فارتحل النصارى لمحلهم ارتحالا عميما ، من غير حصول طائل ، ولا وقع نايل ، وغزوها في السنة التي بعدها في أيام الباشا المذكور ، في زهاء ثمانين مركبا بالهزّ للحصور ، فرموها في اليوم الثالث من قدومهم بالبونبة فأصابت واحدة
__________________
(١٦٠) الموافق ١٦٨٤ م ويقصد بها حملة الضابط ديستري وفي الحقيقة هذه الحملة تمت عام ١٦٨٢ ، وتجددت في العام الموالي ١٦٨٣ م.