أهله الحرب إلى أن استولى على مدائن ميس وطول وفيردون. ثم قدم شارل الخامس إلى مدينة مين ، بقصد الحرب في الحين ، وذلك سنة سبعين من المذكور فحاصرها ولم يطق على الاستلاء (كذا) عليها بالتبيان ، فارتحل عنها واستولى على مدينة طيروان وقتل كل من بها بالعدوان ، فجاءه أنري الثاني بجنوده العديدة الشانطي (كذا) واشتدّ القتال بينهما بنواحي مدينة رانطي ودام إلى أن هزمه أنري في المروى ، واحتوى على بعض / ذخائره بغاية المحتوى ، وذلك سنة إحدى وسبعين من العاشر ، وجهز جيشا لنظر دوكيز العابر ، فذهب وحاصر مدينة كالي وأخذها في ثمانية أيام ، بعد ما بقيت بيد الانقليز ما ينيف على المائتين من أعوام ، وأنري هذا هو أول من جعل صورته في النقدين ، وكذا الفلوس بغير مين.
الملك افرانسوا الثاني
وستينهم ابنه افرانصوا الثاني ، تولى يوم موت أبيه وهو عام ست وسبعين وتسعمائة (١٥٢) بالبياني ومات سنة سبع وسبعين من المذكور ، بعد ما ملك عاما واحدا في المسطور. ومن خبره أنه كان ضعيف البدن ناقص العقل ، لا طاقة له على منع شيء من الفساد والوحل ، وافترقت عليه أرباب دولته أحزابا ، فكان ذلك لاختلاف دينهم أسبابا ، وشرعت الناس في أيامه في فلاحة الدخان ، بعد ما كان مجهولا في تلك الأوطان.
الملك شارل التاسع
وحادي ستينهم أخوه شارل التاسع ، تولى يوم موت أخيه في المسامع ، وهو عام سبع وسبعين من العاشر المذكور ومات عام إحدى وتسعين منه في المشهور (١٥٣) بعد ما ملك أربعة عشر عاما ، فأتته منيته التزاما. ومن خبره أنه كان صغيرا فقامت أمه بالتصرف عليه ، لكونه ابن عشرة أعوام وترد الأمور إليه ،
__________________
(١٥٢) الموافق ١٥٦٨ ـ ١٥٦٩.
(١٥٣) الموافق ١٥٦٩ ـ ١٥٨٣ م.