نصفها كبير لها مائة عمارة وعمارة كل مكحلة من الأربعين إلى الثمانين ، ونزل عشية بالكرمة على مسافة اثنا عشر كيل ميتر (كذا) من وهران فاجتمع بها بكبراء الدواير والزمالة وأذعنوا له بالطاعة ، واتفقوا معه على اثنا عشر شرطا بالاستطاعة ، وهي : أن يرضوا بعمل الدولة في جميع أحكامها. وأنّها تعيّن عليهم رائسا (كذا) منهم لإبرامها. وأن يدفعوا لها ما كانوا يدفعونه للترك بغير الزيادة. وأن تكون المودة بين الجانبين بغاية الزيادة. وأنّ من أراد التجارة في حاجة لا يحجّر عليه ، إلّا أنها في البحر لا تحمل الا من المحل المعيّن إليه. وأن لا تجارة لهم في السّلاح والبارود وسائر آلة الحرب ، وإنمّا ذلك من أمر الدولة خشية من العطب ، وأن الدولة متى افتقرت لشيء ببرّ الجزائر تأخذه منهم بغير امتناع. وأنّ من ذهب من المخزن مع الدولة راكبا وماشيا سائقا أو قائدا لا يفارقها بشبر واحد بباع ، ولكل فارس فرنكان في اليوم ، وللراجل فرنك واحد بغير اللوم ، وأن لا ينشي أحد منهم الفتنة من الجار. وإذا تعدّى عليهم الجار فالدولة تزيل العار ، وأنّ أمراءهم وقضاتهم هم الذين يفصلون دعاويهم كل منهم فيما يليه. وأنّ الدولة إذا مرّت بعرش وافتقرت للدواب وغيرها فإنها تأخذ ذلك بالثمن بالفعل لا بالتقوية ، على أن يكون الأخذ والعطاء من الجانبيين ، بالصدق والنية الخالصة بغير المين. وأن يكون على كل عرش كبير منتخب منهم للدولة ، ويسكن بأهله بوهران إلزاما لدفع الصولة (٢٠٠).
رسالة الدوك دورليان إلى آغا الدواير وكبراء الزمالة
ثم بعد دخولهم في الطاعة ، ورضاهم بالشروط المطاعة ، صيّرت / الدولة على الدواير آغة عدة ولد عثمان البحثاوي ، وعلى الزمالة الحاج الوزاع بن عبد الهادي كما حكى الراوي ، ودليل كون آغة هو عدة ولد عثمان ، ما كتبه له في رسالته من الجزائر ولد الرّي وهو ولد السلطان ، ونصّها : الحمد لله وحده وكفى من سعادة الكلّي الشرف والاحترام سيادة مولانا وسيدنا المعظم موسينيور الديك
__________________
(٢٠٠) انظر نص هذه المعاهدة في كتاب والسن استيرازي المشار إليه سابقا. ص ٣١ ـ ٣٥.