حليل وحقير ، ولا من قليل وكثير ، فإن مخزنك الباسل معك ولك مطيع وآغتك الشجاع الكامل رايسهم (كذا) لقولك سامع ولقتالهم سريع ، كيف تصغي لكلام من لا يعرف مكائد الحروب ، وإنما له المعرفة بطريق التخويف والهروب ، فآغتك الشجاع الفاضل بيمينك بجيشه واقفا ، ويريد منك الاذن للقتال ليؤمّن من كان من جيشك خائفا ، كيف يعتريك شيء من الفزع وتسمع لكلام الخائفين المخوّفين فيصيبك شيء من الجزع ، وأنت على أعدائك المنصور ، ما دام المخزن معك سيما البحايثية أولاد إسماعيل وأخوتهم النقايبية فأنت الأمير الآمر وآغتك بمخزنه هو المأمور ، فعليك سيدنا بالمخزن الذي عند تراكم الأهوال واشتداد القتال يقتحمون الصفوف ، ويرون الموت على الفروش من موت حتف الأنوف ، وهؤلاء خلط العرب ، عند التزاحم يحصل منهم الهرب ، والقول لا بد له من فعل والربط لا بد له من حل.
فعند ذلك قال آغة المزاري للأمير نعم القول ما قاله قدور ، والشجاعة والمعرفة والكرم والثبات إنما تكون في متّسعين الصدور وصح فيه بلا ريب قول الشاعر ، الحاذق اللبيب الماهر :
إذا قالت حذامي فصدقوها |
|
فإن القول ما قالت حذامي |
دور رجال المخزن في هزيمة
الثائر الحاج موسى الأغواطي
/ وحصل المصافّ بين الفريقين في وادي وامري بالتحقيق ، ولمّا جاء البعض من محلة أبي حمار لمحلة الأمير وضرب البارود والناس في جزع مما سمعوه بالتوفيق ، اغتاظ آغة المزاري ومعه قدور بالمخفي وقدور بالصحراوي كثير التدبير ، وقالوا للأمير كيف يأتوا (كذا) لمحلتنا ويضربوننا بالبارود حتى صرنا في التحبير ، فقال لهم الأمر لآغة المزاري وأنتم في أتباعه ، وما اقتضاه نظره يكون لنا ولأشياعه ، فقال بعض الحشم وبني عامر للأمير هم يقولون لا إله الا الله محمد رسول الله فما يكون قولنا أيها الأمير الأكبر ، فقال لهم المزاري نقول