شروع الأمير في الجهاد وحروبه حول وهران
قال ، ثم خرج الأمير بعد أيام بجيشه للناحية الشرقية للتدويخ ، فنزل بمينا وخلّف عليه السيد محمد الأحمر ولد سيدي عريبي روما للتصريخ ، ثم رجع مغربا فنزل ببلاد البرجية ، والناس معه في غاية الأحوال المرضية ، ثم ارتحل ونزل ببلاد الغرابة ، وزاد لرزيو فقبض على قاضيها العلامة السيد أحمد بن الطاهر بإغراء الحبيب أبي علام وأتى به مكبّلا على حالة الاستغرابة ، فسجنه بالمعسكر ثم قلع عينيه معا بالشيبر ، فهو أوّل من قتله من الرعية والحكم لله / الواحد القدير.
ثم صارت الناس تأتي له أفواجا أفواجا بقصد الإذعان إلى أن تم أمره وزاد في الظهر والإعلان.
ولمّا تولى الجنرال دسمشال (كذا) (١٨٨) بوهران في رابع عشرين إبريل سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ثمان وأربعين ومائتين وألف ، غزى على (كذا) دوار السيد قدور الدبي الغربي وهو نازل بموسى الطويل بإزاء سيدي التركي من مزارع تليلات على مسافة الثمانية والعشرين كيل ميتر (كذا) من وهران وذلك في ثامن ماي من السنة المذكورة الموافق للسابع عشر من ذي الحجة من السنة العربية المسطورة ، فقتله وزوجه عائشة وثمانية عشر نسمة من دواره وغنم غنيمة كبيرة ، وحصل بينه وبين المسلمين قتال شديد فاز فيه بالشهادة رجال من الغرابة لكونها مقتلة كثيرة.
ثم توجّه الأمير لمّا سمع بذلك بجيشه مخزنا وغيره لوهران ، فحلّ بها وقاتل العدوّ في الثلاثة الأيام المتتابعة في الزمان ، وهي الخامس والسادس والسابع والعشرين من ماي من السنة المذكورة ، الموافق لسادس المحرم فاتح تسع وأربعين من العربية المسطورة ، وكان المصاف بعسة الأصنام وهي جنان بني مزاب من خنق النطاح ، فأحاط الأمير بها ونال منها نيلا جليلا لكون القتال الصادر من جيشه كان بالقلب والنية الخالصة فأظهر من الشجاعة ما دل على الفوز ونيل النجاح.
__________________
(١٨٨) يقصد : دي ميشال : DES.MICHEL.