يقال أن الذي قتله من جيش الأمير الشجاع الباسل ، الفارس الكامل السيد الحاج محمد بن أعوالي ، وهو من أعيان الغرابة قيادة وأغواتا فليس في قتاله بأحد يبالي ، وأصله من ذرية سيدي الناصر بن عبد الرحمان ، ولذلك حاز الفضل عن الأقران ، وفي عشية ذلك اليوم وقع التبديل ، بين بن يخّ وعبد الله أكماندار (كذا) فحصل التوصيل.
قال ، وبات الأمير شرقي الوادي والنصارى غربه ، وهو بينهما كالحاجز ، واشتغل النصارى من حينهم لتحصين أنفسهم في محل النزول ، لجعل المتارز ، وتفرّق عن الأمير الكثير من جيوش القبائل ، ظنا منهم / بتلك الواقعة أنه لا يستقيم أمره ولا يجمع شمله كالشمايل ، ولم يبق إلا في القليل من الناس وعسكره وهو لابث لمحلّه ومقرّه ، ولو لا أنّ الله أيّده بقبيل الغرابة المزيل لما به من الضيم واللّوم ، لتفرق جمعه وانقطع ملكه من ذلك اليوم.
ثم رجع الناس بعد المكاتبة ، وصار جيشه كأنّه لم يفترق للمضاربة.
معركة المقطع وضحاياها
وفي سابع عشرين جوان حصلت المكاتبة بين الجنرال والأمير ، على شأن مصالح الجرحى من العسكر بالتحرير ، وقد حصلت للنصارى الحيرة الكبيرة ، وضاعت للأمير المنفعة الكثيرة ، حيث تأخر عنهم عن القتال ، ولو اطّلع لنال المراد بأقرب حال ، واستمر الفريقان بالوادي المذكور ليلتين ، والحرب بينهما متصل والناس في تزايد بغير مين.
ثم رحلت محلة النصارى صباحا في اليوم الثامن والعشرين من جوان ، الموافق لليوم الثاني من ربيع الأول بالتبيان ، قاصدا مرسى رزيو لقربها ويكون ذلك سببا لخلاصها من العدو ونجاتها ، أحسن من رجوعها مع الزبوج البعيد المسافة عن وهران المكثّر لأمواتها ، فدارت (كذا) المسلمون بالعدو وركبت أكتافه ، واشتدت فتنتهم له ورامت انكفافه ، ومحو أثر تلك المحلّة ، التي مع كثرتها صارت مع هذا القتال في غاية القلّة ، ولا زال منادي الحرب ينادي بالقتال الأبادي إلى أن ملّت القلوب وعيت النفوس وكلّت الأيادي ، وقد تعاظم القتال