وقال قبل هذه الأبيات :
وهاك مني تاريخ اليوم الذي |
|
فيه وقائع تلي هذه ذي |
يوم الاثنين فيه الروم قد نزل |
|
وكان فيه فتحه يوم الفشل |
موقف الباي حسن بوهران من الاحتلال الفرنسي
قال ، وكان حسن بن موسى باي وهران لما جاء النصارى للجزائر خرج بجيوشه ونزل بوادي تليلات وصارت تجتمع عليه أيضا الجيوش من كل جانب ومكان ، ليغزو الجزائر ، فبينما هو بذلك يحاول القدوم لناحية الجزائر ، إذ الخبر العام جاءه بأن الجزائر قد صارت تحت حكم الفرانسيس ، وجالت فيها أيديهم بكل المخاييس ، فلم يصدق ذلك إلى أن جاءه الخبر الخاص على يد خليفته بأنها ملكتها الدولة ودخلتها بالفعل ، وتصرفت فيها بما شاءت من العقد والحل ، فرجع فورا بجيوشه الخاصة لوهران وقال للناس من أراد الذهاب فله ومن أراد المكث فله وليعتصم بالرحمان. ولما دخل وهران أغلق أبوابها وصارت الناس ما بين القيل والقال. وحصلت العداوة بين الناس في بعضها بعض وسدت الطرق بالويل والنكال.
الاستعداد لاحتلال وهران
ثم أن المريشال دوبرمنت لما استقل قدمه بالجزائر واتخذها قاعدة له وصار لا يلتفت لثورة الثائر ، جهز شرذمة من جيشه لنظر القبطان دوبرمنت المشارك له في الاسم وأمره بالذهاب بها لناحية وهران ، وكان ذلك في ثالث صفر وقيل في آخر المحرم والموافق لخامس عشرين جليت (كذا) فعبر البحر ونزل بالمرسى الكبير ، في خامس صفر الموافق لسابع عشر جليت (كذا) بالتحرير. ولما حلّ بها سأل من الباي حسن المداخلة بينهما بالبيع والشراء وغيرهما في كل الأحوال ، فألفى الباي سبيلا لنجاته بأهله وماله من المال ، وصار البيع بينهما في غاية الحال ، وصار القبطان ينتظر لحوق (كذا) الجيوش به ليدخل وهران ، ويصيّرها عمالة ثانية طائعة للدولة بغاية الإذعان. وانجلا أكثر أهل وهران في