دورلينا (٢٠١) وليد سعادة الجزيل المعظمة والرفعة سلطان الفرانسيس أدام الله نصره وعزه ، آمين إلى حضرة السيد الحاج عدة ولد عثمان آغة الدواير وكافة كبرائهم وكبراء الزمالة أمنهم الله تعالى ، آمين يليه إعلامكم خيرا على شأن أنّه قد وصلني كتابكم ، وسرّني لذيذ خطابكم ، وساغ لي نثني عليكم مديحا على شأن المصادقة والخدمة والنصوحة اللتين (كذا) عندكم لجانبنا الرفيع وها أنني قريبا نقدم لعندكم ونشاهدكم ونفاوضكم فيما وجب وحينئذ نظهر لكم الفرح الذي يكون لي حين مشاهدتي بينكم واعلموا أن أخيكم (كذا) سي قدور بن داوود حصل قدومه أمامي وقبلته نظر رجل مرسل من عندكم هذا ولا زائد والسلام بتاريخ الخامس والعشرين من رجب الأصم الذي هو من عام إحدى وخمسين ومائتين وألف كتب عن إذن وسعادة المذكور أعلاه (٢٠٢).
فدلت هذه البطاقة ذات التعظيم والتبجيل ، على أن الدولة لها اعتناء بأمر المخزن الوهراني وهو الدوائر والزمالة ولذلك تراهم في البطاقة يعظمونه ويثنون عليه بالثناء الجميل.
نفاق الحشم وبني عامر
قال : ولما ذهب الحاج المزاري للمعسكر لدى الأمير وصحبته الأعيان من الحشم وهو في غضب شديد وكثرة الغم والهم ، من الأمر الصادر من الدوائر والزمالة ، واستخلاصهم من يده المربوط بالقهر الدال على ضعف الحالة والنحالة ، وحكى جميع الواقع للأمير ، قال له أهل مشورته من الحشم وبني عامر وغيرهم كل شيء من تحت رأسه ويظنك كالصبي الصغير ، فقال له من كان مع الحاج المزاري حاضرا من الرفقاء الأعيان ، قد كذب هؤلاء القوم فيما قالوه لك وإن كان كلامهم معك في سائر الأمور هكذا فإنّ ذلك لمن البهتان ، والله ما هم
__________________
(٢٠١) يقصد : الدوق دورليان : Le Duc D\'orlean ، وعبر عن أبيه بالراي من الكلمة الفرنسية : Le Roi وهو السلطان.
(٢٠٢) لقد استعمل دورليان التاريخ الهجري في رسالته ويوافق ١٧ نوفمبر ١٨٣٥ م. وقد يكون المترجم هو الذي أخطأ في ذلك.