آها للمغرب الأوسط ضاعا |
|
وبان وهنه من به جاعا |
تراكمت أهواله وزادت |
|
به الشّدائد الفساد ذاعا |
جاء به للحكم أهل فاس |
|
فجاسوا خلال دياره سراعا |
وحلّوا وأبرموا الحكم بظلم |
|
ودبّت فيه اجراء ضباعا |
كأنه على التّحقيق ليست |
|
به رجال قد قهروا سباعا |
لا غرو يا علاويين يحلّ |
|
بكم ما ببني سعد قد شاعا |
فإنهم قبيلكم قد جاء و (كذا) |
|
لمغربنا وقد ذهبوا جزاعا |
رأوا من بأسنا ما ليس يرى |
|
وأسيافنا للحمهم بضاعا |
بنادقنا رصاصها مصيب |
|
لهم بكلّ حالة وقّاعا |
هزمناهم إلى فاس وزدنا |
|
في أثرهم قتلا وسبيا إيقاعا |
حالة بايليك الغرب بعد رحيل الأتراك
والمغاربة :
ولما ذهب الأتراك من وهران ، والمغاربة من المعسكر وتلمسان ، وذلك في عام ستة وأربعين من الهجري ، وعام ثلاثين وإحدى وثلاثين من المسيحي الحبري ، قامت العرب على بعضها بعض في كل ناحية ومكان ، وعمت الفتنة وعظمت البلوى في أقطار المغرب الأوسط مدة من زمان. فقام المخزن وريّسوا عليهم مصطفى بن إسماعيل وابن أخيه الحاج محمد المزاري واعتمدوا في ذلك على أهل ملاتة ، وتليلات ، وسيق ، وهبرة ، ومينا ، وشلف في القول الحاري ، ووقع القتال ما بين الأعراب والقرى والمدون (كذا) وصار كل واحد من رؤساء العرب يروم إرث مملكة الترك إلى أن وقع الخلاط الكبير في البوادي والمدون (كذا) ، وخرج أهل تليلات وسيق من دائرة المخزن ودخلوا في دائرة الأعراب النائية التي لا تطيق على الكر والفرّ في ما كان ويكون وكثر الجزع والهرج ، والفزع والحرج ، وأطرد النصارى التوانسة من وهران وأبعدوهم من الدواوين لما رأوا سيرتهم مخالفة للأحكام الخصوصية ، والعمومية وسائر القوانين وراموا مخالطة العرب بأنفسهم ، إلى أن يصيروا بالسياسة من أبناء جنسهم ، فاستقلوا