أنه لا يرجع لرومية ورحل من فوره ، والتزم بدفع المغارم ، وآل على نفسه أن لا يعود للظلم ولا يكون هو الظالم ، وارتحل بيبان راجعا لوطنه صائلا صولا عتيدا ثم ذهب للسكسون وقاتلهم قتالا شديدا ، إلى أن أذعنوا له بالطاعة الكلية ، فارتحل عنهم وتوجه للجهة القبلية. لمحاربة المسلمين فحاصر نربون التي هي قاعدة المسلمين بافرانسا واستولى عليها بما يكون وذلك سنة ست وسبعين ومائة (٣٨) بعد القتال الشديد وخلصت اللنكدوك له بالمريد ثم زحف لقتال الاكيتين وطال الحرب بينه وبينهم ثمانية من السنين إلى أن أذعنوا له بعد موت أميرهم مع أكثر الأعيان. وكان لبيبان ولدان وهما شارلمانيو وكارلمان ولما خشي الموت جمع الرؤساء وقسم الملك عليهما ، وحقق الأمر إليهما وكانت له قوة شديدة وعناية مديدة ، حتى أنه لما اجتمع مع قومه ينظرون المبارزة بين الثور والأسد ، وقد اشتدّ الكفاح بينهما قال لقومه أيكم يحجز بينهما فلم يجاوبه أحد ، فنهض فورا ودخل الميدان بينهما وطعن الثور فقتله ، والتفت للأسد فضربه بسيفه وقطع رأسه وبالموت أعجله ، ثم التفت لقومه وقال لهم هل أصلح أن أكون عليكم سلطانا أم لا فاستعجبوا من قوته وقالوا له أهلا أهلا ، ومات سنة خمس وثمانين ومائة (٣٩) بعد ما ملك سبعة عشر من الأعوام ، والبقاء لله المالك العلّام.
الملك شارلمانيو : CHARLEMAGNE
ورابع عشرينهم ابنه شارلمانيو تولى يوم موت أبيه بارتباط ، ثم وقع بينه وبين أخيه تنافر فانصرف عنه أخوه ومات باحتياط ، فاشتغل شارلمانيو بإقامة المصالح ، وجلب المنافع للأمة ودفع المقابح ، ثم خرج للاكيتين لما خلعوا الطاعة سنة ست وثمانين من المار بالاستطاعة وهم بأثقل ما يكون بالسلاح ، فهزمهم واستولى على جميع ما بأيديهم (كذا) سيما الرماح وبنا (كذا) بأرضهم وعمر ما بناه بالعساكر ثم رحل عنهم وتوجه للسكسون فبلغ أرضهم واستقبله
__________________
(٣٨) الموافق ٧٩٢ ـ ٧٩٣ م.
(٣٩) الموافق ٨٠١ ـ ٨٠٢ م.