خامس صفر الموافق لسابع عشرين جليت بأحسن البيان ، وتعرّضت الأعراب البادية لهم في السّبل لأخذ الأمتعة والإهانة لهم بكل ما كان في كل مكان. وإلى ذلك أشار العلامة الماهر ، السيد مسلم الكاتب بن عبد القادر ، الحميري في رجزه بقوله :
في خامس من صفر حان الرحيل |
|
لأهل وهران خوفا من التبديل |
فرّوا بأنفسهم وخلّفوا |
|
بها ملك الوقت عنه انحرفوا |
فافترقوا شرقا وغربا ومجوا |
|
وساحوا في كل الأوطان وعجوا |
فارتكبوا وانتكبوا وانتهبوا |
|
وانتهكوا وانهمكوا وانتشبوا |
في يوم ذي حرّ والناس سكارى |
|
كيومهم في الحشر صاروا حيارى |
فكم وكم من المتاع تركوا |
|
من عدم الظهر عليه انهمكوا |
وكم وكم من الأطفال تلفوا |
|
من شدّة الرجف والخوف اختلفوا |
/ وكم وكم من الشيوخ عجزوا |
|
عن الفرار في الفلل تحيّزوا |
وكم وكم من غانية ما رأت |
|
الشمس قط بالحفا قد مشيت |
وكم وكم من حاضر بباديه |
|
حرمته بعد السّتور باديه |
وكم وكم من عالم مدرّس |
|
في مسكن من شجر معرّس |
إلى أن قال :
ثم انتقالنا من وهران بدا |
|
من غير حرب حذار من الرّدا |
خلع الملك شارل العاشر
ثم أن هذا السلطان المذكور قام عليه أهل دولته ، لمخالفته لهم بإظهار صولته فاجتمعوا عليه وحاربوه ، وبعد ثلاثة أيام غلبوه بعد ما ضاربوه ، فخلعوه من الملك في سابع صفر الخير ، الموافق للتاسع وعشرين من جليت (كذا) بغير الضير ، من العامين المذكورين وحرّموا المملكة عليه وعلى ذويه وأهل بيته ، وتركوه مرمى في زوايا الإهمال مخفضا من حينه لصوته. ولما خلعوه صار أمرهم بينهم شوريا ، وفي أحوالهم حكموا حكما جمهوريا. ورجع القبطان دوبرمنت من مرسى وهران للجزائر ، لما معه من الجيش في ثالث أوت الموافق الثاني عشر