صيرورته من الجزيل ليظفر بمراده الجزيل وحصلت المخالطة بين أعيان الدوائر والزمالة والفسيانات (١٩٩) وصاروا يجتمعون معهم في بعض الأحيان في الصيد ، ويظهر بعضهم لبعض المودة بإزالة الكيد ، فكتب بن يخّ للأمير من وهران كتابا يخبره فيه بكل ما كان ، قائلا له فيه أن إسماعيل ولد قادي وعدة ولد عثمان والحاج الوزاع بن عبد الهادي الزمالي هؤلاء الثلاثة الأعيان ، ترى بعض النصارى من وهران يترددون عليهم بالشدة والحرص ، فيرافقونهم للصيد والقنص ، وإن كبراء الدوائر والزمالة مالوا إلى النصارى بغاية الإثبات ، وخالطوهم واصطحبوا شديدا مع بعض الفسيانات ، وقالوا لهم نحن نحبكم ولكن نخاف من الأمير إذا سمع بنا ، فإنه يغزو علينا (كذا) ويهلكنا ، ولما سمع الجنرال تريزيل قال لهم لا خوف على المخزن من أحد وأنتم الأصل في التنزيل ، فصار الناس تارة يدخلون وهران باطنا وتارة ظاهرا وباطنا ، وتلاقوا بالجنرال لتصحيح المقالة ، فقال لهم لا تخشوا أحدا وإن مسكم غيركم بسوء ، فقاتلوه وأنا معين لكم على تلك الحالة ، ولما ثبت عند الأمير الخبر ، أمر كبراء المخزن بأن يأتونه برؤوس من يأتيهم من الفسيانات فأجابوه بأنهم لا يطيقون على فعل ذلك لأنه ينشأ منه له وبهم الضرر ، ولما وصله مكتوب الدوائر والزمالة ، اغتاظ شديدا ونسبهم لقبح الحالة ، وجعل ديوان المشورة بالمعسكر ، فاتفقوا على رفع البحايثية من بلادهم وتنزيلهم / بالمعسكر ، لأنهم رؤساء العرب ، وإذا بقت بلا رؤساء حل بها الوصب ، لا سيما إذا افترقوا بكل ناحية ، ولكل جهة وضاحية.
الأمير يأمر باعتقال كبراء المخزن
ثم بعد الاتفاق كلّف الأمير آغة المخزن الحاج المزاري وقال له اذهب في حفظ الباري ، واقبض إسماعيل ولد قادي ، وعدة ولد عثمان ، والحاج الوزاع ابن عبد الهادي ، وايتيني (كذا) بهم مقيدين ، ولك الأجر من الله المبين ، وأعطاه كتابا يتضمّن ذلك ، كما كتب له بترحيل البحايثية للمعسكر من جملة ذلك ، فجاءهم
__________________
(١٩٩) يقصد : الضابط من الكلمة الفرنسية : Les Officiers.