وحلق رأسه وسجنه. وتوزّر لما قوت شوكته على تياري رغما بما عيّنه وتصرف في النستري والبوكوكنيو بما أراد ، وتقبّض على أمير الاسترازي وهو مرطان بالأمان فقتله وأباد وتمادى بجيوشه للاسترازي فاغتاله في طريقه شخص من النستري سنة ثمان وتسعين (١٤) وتولى مكانه بيرتير فقمع الأعيان ولم يراع لهم حرمة بعد ما كان التوفير ، ولمّا رأوا ذلك فروا من عند بيبان رايس الاستراز ، فجاء الرايس بالجيوش إلى تياري بقصد المقاتلة والبراز ، وتصافّا بمدينة تسترى فانهزم تياري وتمكن منه بيبان وأصحابه حيارى ، واستولى على الملك فقامت عليه الفريسون فقصدهم بجنوده إلى أن أذعنوا وأدوا المطالب والمحصون ، ومات تياري سنة مائة وسبعة (١٥) مبينة بعد ما ملك سبعة عشر سنة.
الملك كلوفيس الثالث
وسادس عاشرهم كلوفيس الثالث تولى سنة مائة وسبعة وهو ابن عشرة أعوام في الحال الحالث وبقي التصرف بيد الوزير بيبان لقصور هؤلاء الملوك ومكثهم بقصورهم بحيث لا يأتوا لقصر الإمارة إلّا وقت اجتماع الأعيان لتدبير أمورهم ، لتحصل منهم الموافقة على القوانين ، ولا شيء لهم غير هذا بالتبيين ، ولو شاء بيبان الاستقلال بالملك لفعل بالجهارة ، لكنه لم ير الفضل له في ذلك وإنما رآه في الوزارة ، وأيضا توقيرا لنسل ميروفي فإنه كان عندهم من ذوي الفضل المظروفي ، وغزى الألمان مرارا ثلاثا ، وعاقب الفريسون لما امتنعوا من المطلب حلاثا ، ومات كلوفيس الثالث سنة اثنا عشر ومائة (١٦) بأقوام ، بعد ما ملك خمسة أعوام.
الملك شيلدبير الثاني
وسابع عاشرهم أخوه شيلديبير الثاني تولى يوم موت أخيه كلوفيس ، وهو ابن اثنا عشر سنة بغاية التنفيس ، ولقصوره عن التصرف بقي التصرف لبيبان كمن قبله
__________________
(١٤) الموافق ٧١٦ م.
(١٥) الموافق ٧٢٥ م.
(١٦) الموافق ٧٣٠ م.