الذين بصقلية وذلك في ثلاثين / مارس الذي هو يوم العيد الكبير عند النصارى بالكلية ، فهجم الصقليون على الفرانسيس الذين بها وقت صلاة العصر ، وقتلوهم عن آخرهم بغير التراخي والفتر ، وجملتهم ثمانية آلاف نسمة حتى أن من شدة بغض الصقليين ، شقوا بطون نسائهم ذات الحمل من الفرانسويين ، واستخرجوا الأجنّة فقتلوهم ، ولما كان أصلهم الفرانسيس فلم يقبلوهم ، فعند ذلك جهّز فيليب جيشا وأخذ في الرحلة للأندلس وهم مشاقون ، لأخذ الثأر من ملك الأراقون وذلك سنة اثنين وسبعمائة فأوقع الحرب معهم واستولى على بعض مدونهم (كذا) وقريهم (كذا) وحصونهم فأصاب قومه المرض فارتحل راجعا بما معه من الجيش فأدركته منيته بالطريق وهو في حال الطيش.
الملك فيليب الرابع
وسادس أربعينهم (كذا) ابنه فيليب الرابع الملقب لوبيل ومعناه بلغتهم الجميل ، تولى يوم موت أبيه وهو سنة اثنين وسبعمائة حارس ، وهو ابن سبعة عشر سنة فلبس التاج بمدينة رانس ومن خبره أنه لمّا تزوّج بابنة الملك النّفار ساقت له في مهرها ذلك الوطن مع وطن السمبانية فضمهما إلى مملكته واتسع في القرار ، وجهز جيشا لقمع الفلاندر لما قتلوا من جنسه الذين عندهم ثلاثة آلافا (كذا) وريّس عليهم ابن أخيه الكونت سرت اتصافا ، فجدّ مرتحلا إلى أن اجتمع بالفلاندري بنواحي كوتوري وتقابلت المحال ، فاشتد القتال وضاق المجال ، فكانت الدائرة على جيش فيليب ، ومات من جيشه نحو العشرين ألفا بتقريب وذلك سنة تسعة عشر من الثامن المذكور (١١٩) عاجلة ، ثم جهّز جيشا قدره اثنان وستون ألفا الراكب منها اثنا عشر ألفا والباقي راجلة ، وذهب مع الجيش فكان المصاف بمونس انيوال واشتدّ بين الفريقين القتال فكانت الدائرة له وقتل من عدوه نحو الخمسة عشر ألفا ثم وقعت المهادنة بينهما عشرة أعوام تلفا ، وذلك سنة إحدى وعشرين من القرن المذكور (١٢٠) وسجن البّابّ وقتل الأخوان في
__________________
(١١٩) الموافق ١٣١٩ م.
(١٢٠) الموافق ١٣٢١ م.