بيبان لويريف بن شارل مرتيل يتصرف بالوزارة نائبا عن السلطان إلى أن ظهر له الاستلاء على الملك ورأى أنه لا يتم له ذلك إلا بموافقة الباب زكرياء فبعث له بعض خواصّه العيان ، وأخبره بما في ضميره فوافقه على ذلك الخطاب ، ولما رجع الرسول كتب الوزير للباب بما نصه : أيها الخليفة أخبرني هل الملك للمتصرف أو للمسمّى سلطانا ولكنه لا يفارق بقصره للباب فأجابه الباب زكريا بأن الملك للمتصرف ، لا للذي في قصره جالس وبه معترف ، فاجتمعت عليه الرؤساء وعقدوا له بيعة السلطان ، وذلك سنة تسع وستين ومائة (٣٥) فصار بيبان هو السلطان فأخذ شيلديريك الثالث وحلق رأسه وبعثه إلى دير فبقي به إلى أن مات سنة إحدى وثمانين من القرن المذكور (٣٦) وبموته تعرضت الطبقة الأولى في المشطور بعد ما ملكت تلك الطبقة ثلاثمائة واثنين وثلاثين سنة. وانتقل الملك للطبقة الثانية مبينة.
الملك بيبان لوبريف : PE ? PIN LE BREF
وثالث عشرينهم بيبان لوبريف الذي هو في ملك له مطلق التصريف تولى سنة تسع وستين كما سبق فأذعنت له الرعية لكونه هو أول الطبقة الثانية في المحقق ، وكان ذا عقل رشيد ، ورأي سديد ، واشتهرت أيامه بالفخر والمجد فجرّ فيها لأذياله ، لما ناله من النجاح في سائر أحواله. ولقب بلوبرف لقصر قامته وشدة قوته ولامته ، وغزى اللمبار لما تعدّا على أرض الباب فحاصره بمدينة يافا وكرّر عليه القتال أضعافا فأضعافا ، إلى أن استلبه من خزائن الأموال ، ونزع منه جميع الأراضي فأعطاها هدية للباب وأعطى الأمان لاستولف ملك اللمبار الجوال ، ورحل راجعا لمحله سنة اثنين وسبعين ومائة في صحيح الأقوال (٣٧) ثم رجع اللمبار لرومية وحاصرها ، وضيّق عليها وقاهرها ، فاستنصره الباب أيضا فنصره ، / وقدم بالجنود للمبار وقهره ، وألزمه برد ما أخذ فامتثل لأمره ، وأذعن بعد القسم
__________________
(٣٥) الموافق ٧٨٥ ـ ٧٨٦ م.
(٣٦) الموافق ٧٩٧ ـ ٧٩٨ م.
(٣٧) الموافق ٧٨٨ ـ ٧٨٩ م.