الأمير يستولي على قافلة
تموين بعين تموشنت ورجالها
قال ثم ارتحل الأمير في تلك الغزوة من ولهاصة ونزل بتافنة وبها بات ثم ارتحل من الغد ونزل ببلاد أولاد الزاير ثم ارتحل ونزل ببلاد أولاد قانة من أولاد خالفة بالإثبات. فبينما هو بذلك المحل وإذا بالخبر بلغه أن محلة صغيرة قادمة من تلمسان إلى تموشنت بالزاد ، وعددها مئتان وخمسون نفرا في تحقيق المراد ، وأول من سمع الخبر وأشرف عليها وهي واقفة بسيدي موسى البريشي خليفته البوحميدي بجيشه ، فأراد جيشه المقاتلة فمنعه خشية لطيشه وبعث للأمير بذلك بالبيان ، فقدم وبعث لكبيرهم وهو قبطان واحد في غاية التبيان.
وقال له أيها الكبير لكم محلة صغيرة ، وجيشنا عدته كثيرة ، ولا محالة أنكم تقاتلون على أنفسكم كما هي عادتكم وذلك يؤدي إلى فنائكم بالكلية وفناء أكثر جيشنا في مقاتلتكم.
وكان المترجم شخصا من قرغلان ، قدم مع المحلة من تلمسان ، والذي أخبر بها عبد هرب من السخارة فظفر به الأمير. هذا هو القول الصحيح الشهير. ولكن الرأي الذي يليق بنا وبكم أن تقدم عندي لأتكلم معك مشافهة وعليك بالأمان. وها أنا أبعث لك صاحبي قادة بالهاشمي الحشمي آغة الخيالة ليمكث بمحلتك حتى يحصل بيننا الاتفاق على الأمر ويرجع كل منكما لمحله في أمان. ولما فهم القبطان ذلك ورأى قادة بالهاشمي وتيقن أنه من الأعيان ، استشار محلته على ذلك فأشاروا عليه بالقدوم عند السلطان ، فجاءه ومكث قادة بالهاشمي بالمحلة فيما انجلاء (كذا). ولما اجتمع الأمير بالقبطان وتكلم معه ألفاه من العقلاء النبلاء. فقال اختر لنفسك وجيشك أحد الأمرين الذهاب بجيشك معي لدائري (كذا) وتبقى على ما أنت عليه بجيشك من الاحترام. وأنت الكبير على جيشك إلى أن يحصل الفداء والصلح بيننا وبين الدولة بإذن المالك العلام أو القتال لكنه فيه الضرر للفريقين ، ولجيشك أكثر من جيشنا لقلتكم ولا محالة إني أعرفكم أهل شجاعة وضرب على لواء الدولة إلى أن يحصل الفناء بغير مين فأجابه بأنه اختار الذهاب على شرط رضاء الجيش بذلك. فتركه ذهب للمشورة إلى أن اتفق رأيهم على ذلك ولما / حصل الاتفاق جاء للأمير فقال له لا بد من