وضع السلاح. فوضع في الحين حتى السكين الصغير في الأقوال الصحاح. فجعلها الأمير في الإخراج على الدواب. وقال للقبطان من كانت له حرفة من صناعتكم فليأتي بها كالعادة على الصواب. فضربت الطنابير وتكلمت بألحانها المزيقة (كذا). وصوتت بنغمها المورثة للشريقة. وأدخل الأمير ذلك الجيش في جيشه ، وبعثه لدائرته وهو في فيشة. وكان أخذه لتلك المحلة صباح اليوم السابع والعشرين من سبتمبر (كذا) سنة خمس وأربعين وثمانمائة وألف الموافق للثامن والعشرين من رمضان. على ما قيل سنة إحدى وستين ومائتين وألف (٢٦١) ، وكانت الدولة وقع بينها وبين عدوها في اليوم الرابع والعشرين من سبتمبر (كذا) المذكور قتال شديد فغنمت منه مائتي وخمسين أسيرا في المشهور وحاز المخزن في هذه الواقعة لغاية الثناء الجميل لكونه لا يخشى في المصادقة من شيء ولا يرى أن الفرار من الفعل الجميل. وفي هذا اليوم نفسه بعث الأمير وهو بالجانب الأيسر من يسّر الغربي بتافنة لأولاد خالفة وغيرهم من بني عامر ، صحبة خيالته بأنه هو الغالب لا محالة وأنه هو الضافر.
وفي السادس والعشرين من المذكور جاء البوحميدي بجيشه قبل الأمير لحصار تموشنت (كذا) وبها محلة قليلة فنزل بأغلال في المشهور وهدم ما ألفاه بطريقه من البنيان فبلغ الخبر لمخزن وهران فاجتمعوا بالسبخة وألزموا أنفسهم بالحراسة في كل مكان. وأتى الأمير بجيشه فنزل بحسيان أبي رشاش ، ورام الغنيمة والرفعة وكثرت الفتن وتوارد الكلام بالأخبار الذميمة. وكان أولاد الزاير وأولاد خالف هم وغيرهم متهيئين للذهاب عند الأمير لنيل الكريمة ، وذلك في الثامن والتاسع والعشرين من الشهر المذكور ، وكان للمخزن والدولة خبرة بذلك فلم يشعروا بأنفسهم إلا والمخزن أحاط بهم من كل جهة ولا وجدوا عند ذلك سبيلا للنفور ، وصارت مدينة تموشنت (كذا) في غاية الانحصار. وبعث الأمير لرائسها (كذا) بالإذعان وقد انقضى لهم البارود وتيقنوا بالايسار ، فذهب لهم المخزن في التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر المار في مائة وخمسين فارسا
__________________
(٢٦١) كان يقود هذه القافلة الضابط مارين Marin ، واستسلمت إلى الأمير دون قتال يوم الثامن والعشرين من سبتمبر سنة ١٨٤٥ حسب رواية بول أزان ، وليس في اليوم الذي قبله ، ويوافق ذلك ٢٦ رمضان وليس ٢٨.