من الأنجاد ، وفي صحبتهم بغلة حاملة لصناديق البارود إغاثة لهم وإزالة لهم من الأنكاد.
ولشدة شجاعة المخزن وثباته ونجدته ، تعرض لهم العدو في الطريق بجيشه الكثير من عدته وهم في ذلك العدد القليل فقاوموه وقاتلوه شديدا إلى أن أطردوه عنهم ووصلوا للقرية بتلك البغلة الحاملة للبارود ففرح بهم القبطان كثيرا وأثنا (كذا) عليهم جميلا ، ونال المخزن في تلك الواقعة شكرا جليلا.
قال ولما بعث الأمير تلك (كذا) الأسارى لدائرته ، كتب رسالة لنائب دائرته ، على أن يستوصي بهم خيرا ويجري عليهم اليازيف (كذا) في كل شهر ويكون القبطان هو الكبير عليهم ، والمتولي لأمورهم والكلام معه في كل شيء من غير متعرض إليه وإليهم.
كما بعث الفسيان (كذا) الذي جرحه مع أصحابه وكتب لأمه كتابا ، مضمنه إياك والحقر (كذا) للذي جرحني / أو تدعي أحد يتعرض له بسوء على التحقيق ، وناوليه الأكل والشرب والدواء واخدميه بنفسك على التوفيق. لأن شأن الملوك وأجواد العرب وشجعانها لا يتعرضوا لمن وقع منه شيء في حالة الحرب إذا أسروه. وإياك ثم إياك أن تغفلي عن جملة الأسارى والقبطان الكبير عليهم في أمورهم وتتكلي على نائبي في الدائرة بل ابذلي جهدك في كل ما حاوره (كذا) فإن هؤلاء في الحقيقة ليسوا بأسارى ، وابذلي جهدك في الفعل الجميل مع القبطان وخلفائه لأنهم أعيان يجب الاهتمام بهم حتى يجعل الله الفرج لنا ولهم جهارا.
ثم ارتحل الأمير من نواحي تموشنت (كذا) مغربا لدائرته وبات بسكاك من تافنة لنيل المسالك. ثم ارتحل ونزل بحمام أبي غرارة فأمر الجويدات بالضيافة فأبوا ولجئوا (كذا) إلى كهف هناك ، ولما رأى ذلك غزاهم وهم في ذلك الكهف فلم يستطع على ضررهم بشيء من الأضرار ، فأمر خيالته بالنزول واتيانه من الجانب الآخر لقضاء الأوطار ، ولما رأى الجويدات ذلك خرجوا من الكهف فكان القتال بينه وبينهم شديدا ، فدام عليهم إلى أن هزمهم وغنم أموالهم وذهب بها لدائرته سائلا مريدا.