ولما وصل للعين الكبيرة من بلاد ترارة بالتبيين ، أحاطت به محال الدولة في الساعة والحين ، لكون الجنرال أبي هراوة قدم من الجزائر لوهران فألفى المخزن في غاية التعب وشدة النصح للدولة في السر والإعلان ، وكان ذلك في ثالث أكتبر و (كذا) من سنة خمس وأربعين وثمانمائة وألف الموافقة لسنة إحدى وستين ومائتين وألف ولم تحصل الراحة للمخزن من سادس العشرين ستانبر (كذا) إلى ثالث أكتبر (كذا) الذي قدم فيه أبو هراوة فزال التعب عنهم وحصلت لهم الراحة ذات الثراوة فكتب الجنرال المذكور في رابع أكتبر (كذا) لوزير الحرب بأن المخزن ازداد في صلاح حاله وحسن نيته وخلوص قوله وفعله ولولاهم لم تقم للدولة في هذه المرة وغيرها قائمة ولدخل العدو لوهران بالجيوش ، وصير من بها كالعهن المنفوش ، وحكى له الواقع بالتمام ، وأثنى على المخزن بثناء الكرام وأنه هو النافع للدولة في الليل والنهار وأنه هو الباذل جهده لحمايتها وجلب المنافع لها ودفع المضار عنها في السر والإجهار وأن الدولة بغير مخزن وهران تكون كالجسد بلا رأس في صحيح البيان ، وبعث بذلك لوزير الحرب وشكر المخزن بالشكر الجالب للنفع والدافع للوصب والكرب وأمر الجنرال المخزن بالمكث بوهران للاستراحة والاتيان له بدوابهم لحمل أثقال المحلة لإضاعة دوابها في القولة الصراحة ، فأتوه فورا بما طلب وسأله منهم وفيه رغب وخرج بجيوشه العديدة ذات الأعداد المديدة. وجد السير إلى أن نزل بالعين الكبيرة من بلاد ترارة. وحصل القتال الشديد بين الدولة والأمير وتلك القبائل إلى أن دخل (كذا) القبائل في خسارة وافترقت الأمحال على تلك الجبال ، ونزل الأمير بتاجراره ، ورأى ما حل بالقبائل من الويل والنكال / وصارت مقاتلة شديدة بالعين الكبيرة وأخرى بباب الحديد وأخرى بباب المسمار وذهب جل محلة الدولة لناحية الغزوات وجال الجنرال لناحية سيدي الخوان وصارت القبائل في الحالة العسيرة. ثم ذهب الأمير لدائرته ومكث بها أياما كثيرة وفي ثالث عاشر أكتبر (كذا) سنة خمس وأربعين وثمانمائة وألف الموافقة لسنة إحدى وستين ومائتين وألف ، قام سي عبد القادر بوطالب المختاري بن عم الأمير بالحشم الشراقة ، ومحمد ولد حسن بالقلعة ، والحاج محي الدين المخلوفي بسجرارة قاصدين للفتنة البراقة ، فأخذ الأول بعض دواوير الحشم النازلين بغرب