إعلان نابليون لسكان الجزائر
إعلان من حضرة لمبرور سلطان الفرانسويين إلى كافة المسلمين أهل المملكة الجزائرية أن الدولة الفرانسوية لما وضعت قدمها بوطن الجزائر منذ خمس وثلاثين سنة لم يكن مرادها في اندثار شمل سكان الوطن المذكور بل المراد في خلاصهم من الظلم المترادف عليهم منذ أحقاب. وقد جاءت بحكم أحلم وأعدل وأبلغ رشدا مما كانت عليه التصرفات التركية أخلفناها. ومع ذلك فإنكم في السنين الأولى من الاستيلاء حصل لكم قلق حيث رأيتم أمة أجنبية تتصرف فيكم فلذلك قاتلتم من خلصكم من الظلم فمعاذ الله أن نظن أن ما صدر منكم وقتئذ كان ذنبا يوجب الملام عليكم بل نوقر ما جبلتم عليه من الخصال الحربية التي حملتكم على رفع السلام ساعتئذ حال كونكم منتظرين فبل الإذعان إلينا إجراء حكم الله ولكن قد نفذ حكمه بما أراد فليس إلا الرضى بما قدرته الحكمة الإلاهية (كذا) الخفية عنا أسرارها التي تبلغ المرء إلى الخير في الغالب ويضطر المرء إلى نيل مراده مع خيبة قصده وعكس اجتهاده ، فمثل ما وقع بكم حل بأسلافنا منذ عشرين قرنا بأن هجمت عليهم أمة أجنبية فلم يرضوا بطاعتها وقاتلوها ثم هزموا ومن يومئذ تجددت حالتهم إلى ما كان أحسن منها وهو مبدؤا (كذا) تاريخ ارتقائهم ، وإن القولوة (كذا) أي أسلافنا لما انهزموا تخلقوا بأخلاق الرومانيين المنتصرين عليهم وبالاتصال الملازم مع اختلاف فضائلهم الأدبية ومضادة عادتهم تولدت منه على مرور الأزمنة هذه الأمة الفرانسوية التي وقت الله لها وقتا لتنشر في الدنيا ما ألهمها الله به من زرع محاسنها فمن يعلم أنه لا يأتي يوم تجد أمة العرب فيه مساعدة على الاستقلال بتصرفات أمورها كما كانت قبل في القرون الماضية مالكة لبعض سواحل البحر الأوسط ولا يكون ذلك / إلا بعد صلاح أحوالها واختلاطها بالأمة الفرانسوية فارضوا أيها العرب بما حكم الله ، وقد قال تعالى في سورة البقرة «وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» على هذا الملك بقدرته ، نريد أن نصرفها في جلب فوائدكم وخيركم وأن مرادي لا يخفى عليكم فقد قررت لكم ملكية الأراضي التي كنتم تستغلونها تقريرا بتّا (كذا) مستمرا ووقرت مقام كبرائكم ، ومرغوبي أن نزيد في رفاهيتكم ونشرككم معنا في تصرفات الوطن زيادة عما أنتم عليه الآن. كما أن