مرغوبي في مشاركتكم في أنواع خيرات التمدن ، لكن ذلك مقرون بشرط وهو أن تطيعوا وتحترموا أنتم كل من ينوبني في الحكم والتدبير وأخبروا إخوانكم المغرورين بأن تكرار سعيهم في النفاق يعود بالنحس عليهم ، فالمليونان من العرب لا يقدر (كذا) على مضادة أربعين مليونا من الفرانسويين ومن الحمق أن يتعنت الواحد على العشرين وذلك ظاهر. ومع هذا فقد حلفتم لدي على الوفاء بالعهد وذمتكم توكد عليكم الميثاق بالوفاء ، والتمام حسبما هو مذكور في كتابكم الشريف بسورة التوبة ، ونستكثر خير جماعة كثيرة منكم الذين لم يغيروا صدقهم باتباع الآراء الفاسدة المتولدة من الجهل والتعمق والغلو في الدين حيث تحققتم بأني سلطانكم فاعلموا أني حام لكم وأن كل من عاش طائعا في ظلم حكمنا فله حق مساوي في اعتنائنا. واذكروا ما هو مرسوخ بأذهانكم من انتسابكم إلينا إذ كنتم منذ عشرة أعوام أخذتم حظا من صيت نصر جنودنا ووقف أولادكم بإزاء أبنائنا في المعارك الواقعة بالكرم والإيطالية (كذا) والصين والميكسيك ، ولا ينحل الارتباط المنعقد في ميادين الحروب. وقد شاهدتم ما أمكنكم التحقق به من طاقتنا وما نفعل مع عدونا وقت عداوته ومحبنا وقت محبته فاعتمدوا يا معشر العرب على الدولة الفرانسوية حيث أن أحوالكم وأحوالها متحدة واعترفوا بأن من يهدي الله فهو المهتدي حسبما نطق به القرآن في سورة الأعراف. كتب بالجزائر في الخامس من شهر ماي سنة ١٨٦٥.
ولما جال السلطان بإقليم الجزائر ووصل إلى وهران ، ونظر إلى مخزنها الفائق للأقران ، أعجبه غاية الإعجاب ، وأكثر من الثناء عليه وصاله بالصلة التي تحير فيها أولوا الألباب. وفي سنة ست وستين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف حركت الدولة بمحالها ومخزنها على فقيق ، وصممت على ذلك في القول الحقيق. وسبب ذلك أنه لما مات سي محمد بن حمزة كما سبق قام مقامه أخوه سي أحمد بن حمزة فجيش الجيوش وغزى بهم على فرقة من أولاد زياد ، كانت قادمة للبيض فأخذها وأضافها إليه وارتحل بها لناحية الغرب للترداد فلحقه الكلونيل دكلوب بمحلته وقاتله شديدا وقاومه عتيدا. ولما سمع الجنرال الكبير بوهران ، جهز الجيوش لقتاله في كل زمان ومكان ، فأدركت نجوع دراقة والكثير من أولاد / ازياد وظفرت بالمخالفين ، وأخذتهم أخذة