الديور للمكث به للمهنة ، واستخلص الملك هذا الأمير الثاني ، وجعلوا له وزيرين هما فولفولد وليجي السّبلاني ، وكان هذا السلطان شديد البغض وشرّير الأخلاق ، فكرهته الدولة وحلّ بها الاستقلاق ، حيث رأوه سجن وزيره ليجي وربط مع عمود أباديون وهو من الأعيان ، ثم جلده وخلّ سبيله للذل والأهوان فدبّر أبوديون الحيلة إلى أن وجد الفرصة في هذا السلطان فرآه ذات يوم خرج بأهله وولديه للتنزه والمهرجان ، وتركه إلى أن وصل إلى غابة بنواحي شيل فأدركه فورا بأصحابه وقبضه وقتله ولم ينج إلا ابنه الصغير وهو دنيال فنفاه لدير إلى سنة مائة وأربعة وثلاثين (١١) لما أراد الله صيرورة الملك له بالتحصيل ومات شيلديريك الثاني سنة تسعين (١٢) كما حققه أهل المعاني ، بعد ما ملك أربعة أعوام ومن تياري الأول إلى آخر الطبقة الأولى قوي تصرف الوزراء وأدام ، حتى أتبعهم من أمتهم الخاص والعام ، وفاز بطول مدة الوزارة منهم ثلاثة ، وهم بيبان وابنه شارل مرتيل وحفيده بيبان لوبريف إلى أن قصدهم الناس للإغاثة ، وتصرف بيبان ديرستال من عام إحدى وتسعين إلى عام مائة وإحدى وثلاثين (١٣) وجلس ، على كرسي المملكة في أيام وزارته أربعة ملوك ، وهم تياري الأول وكلوفيس الثالث وشيلديريك الثاني وداكوبير الثاني ذو السلوك.
الملك تييري الأول : THIE ? RRY.I
وخامس عاشرهم أخوه تياري الأول الذي هو عندهم من ملوكهم التي عليها الاتكال والمعوّل. تولى سنة تسعين وهو العام الذي مات فيه أخوه بالتمرين ، فأخرج الوزيرين أليجي وابيروين من السجن ، فأطاعه أبيروين وأذعن وخرج من فوره بالجيوش لحرب النستري إلى أن أثخن فيهم وأخذ الأموال ومن لم يذعن منهم أذاقه العذاب والنكال ، وعصاه أليجي وقدم بجيوشه وهم لاتون للقتال ، ولما رأى كثرة الجيوش سلّم نفسه للوبال ، فتمكّن منه ابيروين وقلع عينيه
__________________
(١١) الموافق ٧٥١ م.
(١٢) الموافق ٧٠٩ م.
(١٣) الموافق ٧١٠ إلى ٧٤٨ م.