العوايلية
وأمّا العوايلية ويقال لهم أولاد بن أعوالي ، نسبة لجد بن عوالي أو جدتهم أعوالي ، وهم من أولاد سيدي الناصر بن عبد الرحمان الذي بنواحي جبل العمور بالصحرا (كذا) وجاء جدهم لعتبة فسكن معهم بأرض هبرا ، ثم انتقل للغرابة وسكن بوادي تليلات بمشتى بني زواغ ، واشتهر بالطاعة المزيلة لكل دنس وفراغ ، وأوّل من تولى منهم الحاج مصطفى بن أعوالي المعروف بولد الكحلة ، فكان خليفة على قايد الغرابة الذابح لكل سحلة ، وتولّى منهم الرئاسة بعرشه السيد الحاج محمد بن أعوالي ، فنال المراد وأدرك لسائر المعالي ، فكان أوّلا قايد العرش بدولة الأمير ، ثم صار قايد العرش بوقت الدولة ذات العز الشهير ، ثم ارتقى في وقتها آغة عرشه ، فنال العز والتوقير وعلت كلمته وقبل قوله وأدرك المراد في عرشه ، وكان موصوفا بالشجاعة والبسالة والرئاسة وداحضا للبطالة ، ونال علامة الافتخار الفضية ، واتّصف عند الخاص والعام والأحوال المرضية ، ثم رفض الخدمة وهاجر لتونس واستقر بها إلى أن مات ، وكان محبوبا عند أهل تونس مشهور الذكر مقبول القول بغاية الاثبات وكان والده الحاج جلول بن أعوالي ساعيا بدولة الأمير ، مشارا إليه بالفضل والصلاح والرأي والتدبير ، وتولّى منهم الحاج علي بن أعوالي فكان خليفة على ابن عمّه آغة المذكور ، فاشتهر عند الناس بغاية الظهور ، وتولّى منهم عبد الرحمان بن أعوالي فكان خليفة على ابن عمّه آغة المذكور أيضا ، فبلغ المراد وقضى الأحوال نفلا وفرضا ، وهو للآن في قيد الحياة ، غير أنه اعتراه الفالج الذي صيّره وهو حي من جملة الأموات ، فنسئل (كذا) الله أن يعافينا من سائر المضرات ، ويبلغ لنا المراد بالغاية القصوى في الحياة والممات ، بجاه سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم الشفيع غدا يوم القيامة في سائر المخلوقات ، وممّن تولّى قيادة الغرابة عبد القادر بن بكار فكانت سيرته مضرة بالمكروه والمحبوب ، وكان خليفة عليه ابن عمّه بن صابر بن المجدوب ، وتولّى رياستهم أيضا المرة بعد المرة ، باهي بن مسعود ، فكانت سيرته محمودة بغاية الشهود ، وتولّى بعده الرياسة ابنه الحبيب ولد باهي ، وهو الآن من أهل المشورة بمجلس تليلات لتسليمة في الوظيف الأول في غاية التباهي.