السمين الذي يمتزج به الجسد بالجلد واللحم والعظم والدم والعصب ويسري لشاربه بجميع العلل والعطب.
الملك لويس التاسع وحملاته على مصر وتونس
ورابع أريعينهم ابنه لويز التاسع الملقب صان ومعناه بلغتهم القديس الشان ، تولى يوم موت أبيه وهو عام ثلاث وأربعين من القرن السابع ، ومن / خبره أنه جلس على كرسي المملكة في الشايع ، وهو ابن اثنا عشر سنة بمعاهدة أبيه في حياته إليه بذلك وصارت أمه بلانش تتصرف عنه في الملك تصرّف المالك إلى أن بلغ سن التصرف فبادر لقمع أعدائه وشمر عن ساعده لطردهم بحمل لوائه ، فجهّز الجيوش العظيمة لحرب المعاندين ، وهم أمير المارش وأمير الانقليز بالجيوش الواردين وارتحل نحوهم سنة تسع وخمسين من القرن المار (١٠٨) وتقدم بغاية الاشتهار ولما وصل إلى وادي الشارنت ألفى أعداءه بجيوشهم هنالك وتمكن ملك الانقليز من قنطرة بون د طابيور التي يكون عليها المسالك. فهجم عليه ببعض خواصه فأتبعه قومه وبدأهم بالحرب الشديد فزال لومه ، وزاد عليهم إلى أن هزمهم وأبلغهم إلى سانط المدينة المشهورة ، وجدّد من الغد الحرب فهزمهم وأطرد الانقليز بملكهم وهم في الحالة المغمورة ، وطلب منه أمير المارش الأمان فأمنه وعفى عنه. ورده لمحله والمحل الأول أبعده منه ، وحصلت المهادنة بينه وبين الانقليز خمس سنين وأصيب بمرض شديد فنذر إن شفاه الله أن يزور القدس في الحين ، فشفي ورام أن يتمّ نذره ، فمنعته أمه ورؤساء قومه فلم يلتفت إليهم وفعل أمره ، ورحل سنة خمس وستين من المار (١٠٩) وعين أمه وإخوته في التصرّف في المملكة ، لكي يرتفع الغبن لارتفاع المهلكة. وكانت جنوده مائة ألف مقاتل فعين لاجتماع جنوده جزيرة قبرص ذات الخارج والداخل ، ولما اجتمعت تعسّر عليه الذهاب لمصر لشدة البحر وهيجانه فمكث بها إلى الربيع وقد أعانه ملكها بالزاد وروجانه ثم ركب في الربيع أساطيله
__________________
(١٠٨) الموافق ١٢٦١ م.
(١٠٩) الموافق ١٢٦٦ ـ ١٢٦٧ م.