وما عليه من التحتيم ، وإذا أردت ذلك فينبغي لك أن لا تشرع معه في العداوة والقتال وجميع ما الأمر يؤل (كذا) إليه ، حتى تعين لنفسك وتابعك مكانا بعيدا محصلا لتمتنع به إذا غلبت وفررت إليه.
الأمير يهاجم حصن عين ماضي ويخربه
فاختار الأمير عند ذلك عين ماضي بالصحراء التي غزتها الأتراك المرة بعد الأخرى (ذا) ظنا منه أنها لبعدها من وهران وحصنها محل المنع ، فذهب لها بجيشه وحصرها ثمانية أشهر وعشرين يوما إلى أن قل ما بيده من الزاد وامتنع من النفع ، ولم يطق عليها ولا وجد سبيلا لكبيرها التيجيني ، وهو السيد محمد الصغير بن القطب المكتوم العلامة السيد الحاج أحمد بن سالم التيجيني وكان نزوله عليها في اليوم الرابع من ربيع الأول سنة أربعة وخمسين ومئتين وألف ، الموافق لسنة ثمان وثلاثين وثمان مئة ألف.
ولما لم يطق على الدخول إليها ، استعمل الحيلة التي توصله لدخولها والاحتواء عليها فبعث جماعة من العلماء والمرابطين ومعهم صهره خليفته الحاج مصطفى بن التهامي وهو الخليفة بالمعسكر ذات الانتظامي فدخلوها بالإذن من صاحبها وقالوا له أن الأمير المجاهد في سبيل الله لم يرد مقاتلتك ولا العتو عليك ، وإنما أنت أبيت من دخوله عليك ، لأن النصارى إذا سمعوا بمقاتلتكما يضحكون عليه وعليك ، وإنما أراد الملاقاة (كذا) معك للتبرك بك والاقتباس مما لديك ، لما سمع بك أنك شريف النسب ناسك متعبد وأنك موصوف بالفضل والخير وقد ستر الله عليك وعلى من معك في بلدك مما أنظم إليك ، فلذك أراد الدخول لمدينتك بجيشه ويمكث بها أياما بالتعبد والصلاة بمساجدها ، ويسأل الله (كذا) فيها أن يعينه على النصارى مع مشاركتك له في الدعاء بذلك وتأمين جيشك وجيشه عليكما بأورادها ، ثم يذهب لمقاتلة العدو ، الذي بغى عليه وشرع في العتو ، فرضي التجيني بذلك وأذن له في الدخول وذهب لموضع آخر من الصحراء وتركه دخلها في السابع والعشرين من شوال من السنة المذكورة ، الموافق للثاني عشر من شهر جانفي فاتح سنة تسع وثلاثين من المسيحية المشهورة ، وبمجرد دخولها شرع في هدم صورها وتخريبها ، فلم يطل بها بل