/ وهذا آخر الكلام على البحايثية ، مبيّنا في القولة الحايثية ، بحسب طبقاتهم الأربع وأصولهم وفروعهم ، وحسبهم ونسبهم وشجراتهم وسيرتهم وخدمتهم التامة وحرمتهم وتوقيرهم في نهايتهم وشروعهم.
الكراطة أو الكرطية
وأمّا الكراطة فهم أولاد الشريف الكرطي ، واسمه عبد الله بن عبد الرزاق التلاوي الفرطي ، من شرفاء الراشدية الأعيان ، الثابتين الشرف بغاية البيان ، نسبة لمدينة الكرط ، ومن نسبهم لأولاد الأكرد فقد غلط بالفرط ، وأصلهم من مدينة الكرط أحد مدن غريس الغربي ، فهم بطن من بني تالة أحد شرفاء بني راشد بغاية النجبى ، وسبب توليتهم رئاسة المخزن أن جدهم الشريف الكرطي لما مات أبوه ذهبت به أمّه إلى عرش أولاد الأكرد ، فتزوجت هناك بأحد الأندال وبقي معها ولدها إلى أن كبر فجاء إلى محل أسلافه الأفرد وسكن بحومة بابا علي من مدينة المعسكر ، واشترى فرسا ذكرا من عتاق الخيل أشهب اللون قد لحقه الضعف واندبر ظهره وحلّ في المكر ، فعالجه بالدواء وجعل لظهره الحناء إلى أن صار في غاية الجودة ، فصار يركبه ويذهب عليه للدواوير بالبادية لبيع العطرية ويدوس عليه بالجودة ، ولمّا يرجع لمحله يربطه بالفندق المقابل لمحكمة الباي ، وهو على تلك الحالة في الجولان وتدبير الرأي ، إلى أن رأى فرسه باي المعسكر فأعجبه وقال لمن هذا الفرس الذي على هذه الصفة ، فقيل له أنه للحضري الشريف الكرطي وهو الذي صيّره على هذه الصفة ، فأمر بإحضاره لديه ، ولما مثّل بين يديه ، قال له نحبك تذهب ببطاقتي لمستغانيم وترجع فورا ، وكان الخبر قد انقطع على الباي لخوف الطريق وكثرة اللصوص والسباع فذهب وأوصلها وجاء بالجواب فورا ، فجعله الباي من جملة الاصبايحية (كذا) ثم صيّره خليفة البحثاوي آغة بن عودة بن البشير في القولة الموافية ، ثم صيّره آغة المخزن وغيره ، لمّا مات بن عودة وصار الغير في ضيره.