يحكى أنه وقعت بحضرة الباي عصمان بالمعسكر المفاخرة بين إسماعيل بن البشير البحثاوي ، لما كان خليفة على الشريف الكرطي ، وبين الكرطي كما قال الراوي ، فقال الشريف الكرطي لخليفته إسماعيل يا إسماعيل قد طال أمرك ، وازداد علينا فخرك ، فقال له إسماعيل أيها الشريف إنما ذلك بحسب ما نشأت أنا وأنت عليه ، فأنت تزوجت أمك بأحد أندال أولاد الأكرد فكبرت عنده وتعلّمت الحيلة عليه ، ثم صرت حضريا تجول في الدواوير وتقول أيّاو الحضري يا بناتي ، أبوكم بن هطّال قد جاء لبيع ما يواتي ، إلى أن صرت إلى هذا المقام العظيم ، ولا أصل لك في الرئاسة في المخزنية وإنما لك الأصل في الشرف الجسيم ، فدرّبك أخي بن عودة لما كنت خليفة عليه إلى أن علت لك الكلمة ، فاحمد الله على ما أولاك لما جاءتك الحرمة ، وأنا خالطت أوّلا الماجد الفاضل الشيخ أبا علام بن الحبوشي ، صاحب الأقوال المسموعة والأفعال المحمودة والأموال المبذولة والآراء السديدة النافعة والشجاعة الكاملة المهزمة للجيوشي ، ثم خالطت ثانيا الفاضل الماجد / الشجاع الواكد ، الشيخ دموش ولد الشحط رئيس أولاد علي وأحد أجوادهم وأعلاهم كلمة ورتبة بأزواجهم وأفرادهم ، صاحب الأموال المنقودة ، والأحوال المحمودة ، والأقوال الكاملة والأفعال الجليلة ، والرماية والشجاعة والفضل العميم والأخلاق الجميلة ، فتزوّج بأمّي وكبرت عنده بكبر أولاد البيوت الكبار ، وسرت بسيرته الحميدة إلى أن بلغت الخلافة عليك على يد سيدنا ومولانا عصمان باي الإيالة الغربية بأجمعها المجاهد في سبيل الغفار ، كما بلغت أنت الخلافة على أخي بن عودة بعد أن كنت دواسا ، وجائلا في الدواوير والقرى جواسا ، فانظر أينا أحق بالمفاخرة أنت أم أنا وسيدنا مع أهله مجلسه لهم معرفة كاملة بالمسامرة ، فضحك الباي وأهل مجلسه وقال للشريف إنك لمغلوب ، وإن إسماعيل لغالب بغاية المطلوب ، ولما مات خلّف ثلاثة أولاد بغير اعتساف ، وهم : علي اليسير ، وبن سالم ، ومحمد الزحاف.
فعليّ اليسير لقب بذلك لكونه أسّره الاسبانيون بوهران من الكرط لوهران ، ثم فدى وتولى قيادة المعسكر في صحيح البيان ، وخلّف ابنه الحاج محمد فتولى قيادة المعسكر ، وخلّف ابنه الحاج أحمد فتولى قيادة المسعكر ، وخلّف ولدين