الثاني بغير مين ، سنة أربع وخمسين والمائة المارة الذكر ، بعد ما جلس على الكرسي سبعة عشر سنة بغير النهي والأمر ، وبموته وقعت الفترة من الملوك خمسة أعوام ولم يبق التصرف فيها إلا لشارل منفردا ، ولو شاء الاستلاء (كذا) لفعل لكنه اختار الوزارة وبقي منجردا وطال وصال وهاج وجال وقدم في سنة خمس وخمسين من القرن (٣٠) المذكور لمحاربة السكسون فبادر أمير البورفانص وهو مورونت بجنوده إلى أفينيون واطرد منها عساكر شارل مرتيل فتوجه له شارل واستولى عليها بالتحصيل وتمكّن من أرل ومرسيلية وغيرها عدا نربون وشيئا قليلا من الناحية القبلية ، وأطرد المسلمين من غير المستثنى وأذعنت له الرعية ونال ما تمنى ، وقدم لقصره سنة سبع وخمسين من القرن الثاني للاستراحة (٣١) وهو فارح بنيل المراد وفاه لسانه بالفصاحة فأتاه كتاب من عند الباب (٣٢) وهو شيخ دين المسيح طالبا منه الإعانة على اللمبار لهجومهم عليه فعزم على إجابته فأحزته منيته بالصحيح وذلك سنة ثمان وخمسين ومائة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ، بعد ما تصرف في الملك خمسا وعشرين سنة ، وكان له جملة أولاد منهم اثنان شقيقان ، وهما كارلومان (٣٣) وبيبان فقسم التصرف بينهما بحسب إشارة رؤساء الدولة من أهل العيانة ، والصولة ، فناب الأول الاسترازي والألمان وناب الثاني النستري / والبوروكونيو والبورفانص بالبيان ، وبقي الاكيتين والبافير والفسكونيو والبورطانيو مخالفين ، لكنهم يدفعون شيئا من مطالب السلاطين ، فأهمل كارلومان الملك وترهب ببعض الديور ، واختص بيبان بالملك بتمامه الموفور.
الملك شيلديريك الثالث
وثاني عشرينهم شيلديريك الثالث الذي تولى الملك بالأمر الحالث ، سنة تسع وخمسين من القرن الثاني (٣٤) كما هو المقرر بالتعول ذات المعاني ، وبقي
__________________
(٣٠) الموافق ٧٧٢ م.
(٣١) الموافق ٧٧٤ م.
(٣٢) يقصد البابا في روما رئيس المسيحيين الكاثورليك.
(٣٣) يقصد شارلمان.
(٣٤) الموافق ٧٧٥ ـ ٧٧٦ م.