الأول الأموي سنة تسع وأربعين ومائة (٢٨) بجنود لا تحصى ولا تعد ، ولا يطيق لإحصائها بالعد أحد ، وتوجّه لمدينة بوردو الأفرد ، واشتد القتال بينه وبين أميرها أودو فهزم أودو ومات منه خلق كثير فاستولى عبد الرحمان على بوردو ونهب جميع أموالها وغيّر لرونقها وأحوالها ، ودخل المسلمون وطن الاكيتين فأحرقوا الكنائس وسبوا ونهبوا وأسّروا وقتلوا كثيرا بالتبيين ، وتوجهوا لناحية الجوف بقصد الاستلاء (كذا) والتخريب والإجلاء وكان أودو بعد انهزامه ، قدم إلى شارل يقصد استنصاره واحتزامه ، فلبّاه لمطلوبه وجهّز الجيوش لقتال عبد الرحمان وحروبه ، فاجتمع به بين مدينتي بواطي وتور فتقابل الفريقان ، واشتدّ القتال فمات وزير عبد الرحمان ، وكان مديرا لجيشه بغاية ما كان ، وهزمت جيوشه واستولى شارل على محلته ، فألفاها موسوقة بالأموال التي سلبت من الاكيتين برمته ، ومات من المسلمين خلق كثير ، وحاز النصارى المحلة بما فيها من قليل أو كثير ، وبهذه الواقعة لقّب شارك بمرتيل لشدة ضربه في النزال بلا تحويل ، لأن مرتيل بلغتهم المطلقة معناه المطرقة ، ورجع المسلمون للّنكدوك والبورفانص بغير الشك ، لكون سكان تلك العمالتين يميلون للإسلام ويفضلون أهله على الفرنك ، فذهب إليهم شارك مارتيل واستولى على ليون وأفينيون /. وغيرهما من سائر المدون (كذا) وجعل في كل مدينة من قبله حاكما ، ورجع لمحلّه عازما ، فقام أناس الوطنين ، وأدخلوا المسلمين عندهم بلامين ، واطردوا أتباع شارل مرتيل ولما بلغه الخبر رجع يرادف الترحيل إلى أن وصل فاستولى على البروفانص وتمكن من أفنيون بعد الهجوم ، وقتل من بها من المسلمين قتل الحاقد الظلوم ، وتوجه للنكدوك فحاصر نربون ثم جاءته المسلمون بجيوشهم لإعانة إخوانهم وصار القتال في أشد ما يكون وحصلت الدائرة له لكنه لم يستول على نربون وذلك سنة مائة وأربع وخمسين (٢٩) في القول المحرر المبين ، وجال في الوطن المذكور فخرق مدينة نيم المشهورة ، وأرل ، وبيزيا وهدم مدينة ماكولون الموفورة ، ونهب أموالا جسيمة وأسّر أناسا عظيمة ، ورجع مقيدا للأسارى اثنين اثنين ومات تياري
__________________
(٢٨) الموافق ٧٦٦ ـ ٧٦٧ م.
(٢٩) الموافق ٧٧١ م.