فأرسله لأخذ الجزائر في الخامس والعشرين من ميب سنة خمس وأربعين ومائتين وألف. ولما بلغ الجزائر خيّم بمرسى سيدي أفرج في اليوم الرابع عشر من ينيه وهو جوان بالتحريز. ودخل المدينة في خامس يليز وهو جليت وهو اليوم الرابع عشر وقيل الثالث عشر من المحرم الحرام فاتح سنة ست وأربعين ومائتين وألف بالتحويز. وسبب ذلك أن حسن باشة / الجزائر ، حصل الكلام بينه وبين القونصل الفرنسي ووقعا في التحاير ، على بعض المطالب بينهما فلم يشعر الباشا بنفسه ، إلى أن لطم وجه القونصل في حال لبسه ، فاغتاض السفير من ذلك شديدا ، واشتكى لجنسه بذلك لما رأى فعلا عتيدا فاشتغلوا بتجهيز الجيوش أربعة أعوام ، ثم أرسلوا سفنا مشحونة بثمانين ألف مقاتل حزام ، فانفصلوا عن البريز (كذا) قاصدين قبر الرومية ، تجنبا عن مرسى الجزائر لما بها من الصواعق الردمية فنزلوا بقبر الرومية قرب الجزائر وهي مرسى سيدي أفرج الولي المشتهر ، وخرجوا منها للبر ونزلوا به كأنهم الجراد المنتشر. وصار كبيرهم الجنرال دوبرمنت المعبّر عنه باللغة التركية بصارى عسكر يكتب الرسائل لأهل الجزائر ويضعها بالطرق ويعلقها بالأشجار ، ليجدها المسلمون فيأخذونها ليعلموا ما فيها بالاشتهار. ونصها بالعرف والتحقيق ، من غير إخلال ببعضها ولا نقلها بالمعنى ليلا يكون الخروج عن الطريق والعهدة فيها على الناقل الأول ، لأنه الحارس لأمانته دون المتمول.
نص المنشور الذي وزّعه الفرنسيون على سكان
الجزائر غداة الاحتلال
هذه منادات (كذا) من صارى عسكر الجايل ، أمير الجيوش الفرانسوية إلى سكان الجزائر والقبائل. بسم الله المبدي المعيد وبه نستعين في الإسرار والإجهار ، يأيّها (كذا) ساداتي القضات (كذا) والأشراف والعلماء وأكابر المشايخ والأخيار ، اقبلوا مني أكمل السلام ، وأشمل أشواق قلبي بمزيد العز والإكرام ، أما بعد اعلموا هداكم الله إلى الرشد والصواب فقد حلّ أمره ، إن سعادة سلطان افرانسا مخدومي (كذا) وعزة جنابه الأعلا نصره قد أنعم علي بتوليته إياي منصب