ثم جاء الأمير بجيشه غازيا على وهران ، وانقسم الجيش على محلتين أحدهما (كذا) بالكرمة تحت رئاسة الأمير بغاية الاتقان ، والأخرى بمسرقين تحت رئاسة مصطفى بن إسماعيل ، ووقع القتال الشديد وبانت فيه مقاومة العدوّ للأمير بغاية التأويل.
وكان والد الأمير السيد محي الدين حاضرا في غاية المرض مظهرا للتجلد والقوة ، ومتوكلا على من به الحول والقوة ، وقد مات من البرجية بمسرقين الشجاع أبو نواشة ، وغيره فضلا عمّن انجرح من الأعيان الذين لهم طواشة ، فبينما الناس في ذلك الحال وإذا ببني عامر من جملتهم بني مطهر ، غاروا على إبل الدوائر وأخذوها بإغراء الحشم فيما اشتهر ، ولمّا سمع الدوائر (كذا) بذلك ، رفعوا أمرهم للأمير بمحضر والده الناسك ، فقال لهم سيدي محي الدين عليكم بهم لطغيانهم وتعديهم وأنا ضامن لكم عليهم النصر ، والغنيمة والظفر ، وقال لولده الأمير ، إياك أن تنزع المخزن من يدك فإن نزعته فأنت الحقير ، وقال للدوائر إنني ذاهب لتلمسان لأزور ثم ارجع للمعسكر ، وإن زاد الله في عمري على ما رأيت فلأقطعن لبني عامر وغيرهم الأثر ، ثم التفت لولده الأمير وقال له يا عبد القادر إياك أن يغرك الزمان ، فتنزع من يدك جنود النحل وتمسك جنود الذّبّانّ ، فمات رحمهالله بتلمسان في شعبان من السنة المذكورة قبل إتمام ما تمنّاه جعل الله الجنة منزله ومأويه (كذا) وأوسع ضريحه ، وأسكنه بحبوع الجنة في غاية فسيحه.
ثم غاز (كذا) المخزن بأجمعه / على بني عامر فألفوهم بالسبخة ، التي وقعت فيها المكافحة بالرضخة ، فأخذوا منهم الإبل ، وذهب بنوا عامر ، بعد أن مات من الفريقين من تمّ أجله القاصر ، وانجرح كذلك من الأعيان وغيرهم وتمادى المخزن مع الأمير ، ماشيا إلى أن وصل للمعسكر بالتحرير ، ورجعوا لمّا أمرهم بالرجوع ، واستقر هو بالمعسكر ومهمى أراد شيئا إلا كان عنده المخزن قبل جملة النجوع.
ثم أمر الأمير الناس بإعطاء الزكوة (كذا) والعشور المأمورين شرعا بإخراجه وجمعه بمحل معيّن لتعمر بيت المال بإدراجه ، فأبى بنوا عامر بين سائر الناس