الذي أذهب عنا الحزن إنّ ربنا لغفور شكور» ، فاطمئنّت (كذا) نفسه لمّا حلّ بأخوته وعرشه ، ثم تشاور معهم على الانتقال لمستغانيم والإذعان للدولة لإزالة وحشه فوافقوه على ذلك وقالوا رأيك أصوب ، وتدبيرك أعز وأطرب ، لاكنّا (كذا) لا نذهب حتى نقتسموا (كذا) إبل الأمير ، فإنها بقربنا فقال لهم معاذ الله أن نفعلوا (كذا) ذلك ولا نأخذ لأنفسنا شيئا من رزق الأمير ، ثم بعث مكتوبه خفية للباي إبراهيم أبي شناق ، بمستغانيم ، وسأله الأمن له ولمن معه في حال الإذعان ونيل المغانيم ، فأجابه الباي بأهلا وسهلا ، ومرحبا بك وبمن معك وقولك أفضل وأولا (كذا) ، وكان معه من البرجية تسعة أنفار بغير التخفي وهم : قدور بالمخفي ، وابنه محمد ، وأخوه المجاهد بالمخفي ، وعبداه أبو عبدلة وباهي ، وشاوشه الحبيب بالغماري ، وأبناء عمّه الثلاثة وهم محمد ولد قيشة ، ومحمد الكعبري ، وسي محمد بالصحراوي في القول المختاري.
فارتحل بهم ليلا في العشرة الأخيرة من شعبان ، سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف الموافقة للسنة المسيحية المسطورة (٢١٤) فانصدع عليه الفجر بمزغران ، فألفى بها من رزيو ثلاثة أنفار وهم سي محمد بالماحي ، وسي محمد بالحاج ، والربيب ، فاجتمع جيشه مائة وأربعة فيه غناء لكل محتاج ، فتلقاه الباي إبراهيم أبو شناق بالفرح والسرور ، والترحب والانبساط الكثير الحبور.
ولمّا سمع بقدومه المريشال كلوزايل وهو بوهران بعثت (كذا) الكماندار (كذا) يوسف العنّابي ليامنه (كذا) ويأت (كذا) به وهران فجاءه يوسف وذهب به وبالباي إبراهيم أبي شناق وقدور بالمخفي فلمّا حلّ الجميع بوهران ، ومثّلوا بين يدي المريشال بشّ في وجوههم وفرح بهم كثيرا وأثنى على المزاري وقدور بالمخفي / بخير وإحسان ، وجعل له راتبا سنويا مؤقّتا شهريا للإنفاق ، وصيّره آغة وطن وهران وخليفة علي الباي إبراهيم أبي شناق ، كما جعل لقدور بالمخفي راتبا يوافقه ، وولّاه آغة المزاري منصبا يطابقه ، فمنها الباي إبراهيم أبو شناق وقدور بالمخفي رجعا لمستغانيم بأمر المريشال ، ومنها آغة المزاري مكث بوهران أمدا
__________________
(٢١٤) الموافق منتصف ديسمبر ١٨٣٥ م.