وفي رابع ميب (كذا) سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق لسابع والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين وألف (٢٣٠) خرج الجنرال لمروسيال ومعه الكولونيل جيري والمخزن من المعسكر إلى واد العبد بمحض اختيار ، وحيث سمع بمقاتلة صدامة وخلافة أولا وفليتة ثانيا للأمير ومقاومتهم له فرح كثيرا وتحقق بأن الرعية أذعنت للدولة وقال الآن علمت ببغض العرب للأمير. وفي سابع ميب المذكور ، الموافق لثلاثين جمادى الأولى المسطور (٢٣١) خرج من سيدي الجيلالي بن عمار صباحا ووصل إلى الأحرار وهم بأعلا (كذا) مينة. وكان صدامة وخلافة مجتمعين ولهم قوة على محاربة الأمير من غير افتقار لمعينة. وبعد ذلك ذهب لناحية الدوك دومال (٢٣٢) (LE DUC D\'AUMAL) المقاتل للعدوّ غربي ذلك المكان بغير محال وذلك في عاشر ماي الموافق لثالث جمادى الثانية (٢٣٣) كما ذلك محقق في السر والعلانية. وفي ثلاث عشر ماي الموافق لسادس جمادى الثانية (٢٣٤) وصل للناظور بالتعين ، وبعد المقاتلة الكثيرة دخل للوسخ والرغاي بناحية طاقين وحاز العدو لجبل العمور ، ولما خشي الجنرال على محلته من انقلاب العدو عليه ويحل به بعض الألم رجع على أعين سيدي منصور. وفي الرابع عشر من ماي الموافق لسابع جمادى الثانية (٢٣٥) تلاقى الجنرال جانتي (GENTIL) بمحلته بالعدو والذي تحت رئاسة الحاج محمد ابن الخروبي في سيدي راشد ، فوقع بين الفريقين القتال الشديد المتزايد.
__________________
(٢٣٠) ٢٧ جمادى الأولى ١٢٥٩ ه. يوافقه ٢٥ جوان ١٨٤٣ م وهو خطأ على ما يبدو.
(٢٣١) ٣٠ جمادى الأولى ١٢٥٩ ه يوافقه ٢٨ جوان ١٨٤٣ م.
(٢٣٢) هو ابن الملك الفرنسي لويس فيليب.
(٢٣٣) ١٠ ماي ١٨٤٣ م يوافقه ١٠ ربيع الثاني ١٢٥٩ ه وليس جمادى الثانية.
(٢٣٤) ١٣ ماي ١٨٤٣ م يوافقه ١٣ ربيع الثاني ١٢٥٩ ه وليس جمادى الثانية.
(٢٣٥) ١٤ ماي ١٨٤٣ م يوافقه ١٤ ربيع الثاني ١٢٥٩ ه وليس جمادى الثانية.