كان ، وفي خامس إبريل الموافق للثامن والعشرين من ربيع الثاني اجتمع الجنرال بيدو بقائد وجدة واتفق معه على الصلح وجعل الحدود فأبى ذلك المغاربة وقاموا على قائد وجدة ورموا المقاتلة مع المحلة بالشدود ولما رأى الجنرال ذلك الخلاط وكونه فوق مقدور القائد ترك ذلك لوقت آخر خشية من بعض العياط.
قال ولنرجع بالكلام على القبرنور فإنه بعد المقاتلة في السنة المذكورة بالاتزام ذهب بمحلته إلى بلاد الأصنام ، وذهب الجنرال أبو هراوة إلى تيارت. وكانت محلة معسكر تجمعوا في خدمة البناء بها بالقول الثابت.
ثم خرج الأمير من محل الشتاء ومر لمحلة قبرنور ثم زاد للجعافرة وأولاد إبراهيم واليعقوبية في المشهور ثم انحدر لوطاء غريس في ألف وثمان مئة فارس ، وهجم على الحشم في تاسع عشر أبريل الموافق لثاني عشر جمادى الأول من غير حادس. ولما سمعت الدولة بذلك بعثت لمصطفى بن إسماعيل بوهران ، ليقدم بمخزنه ومعه المحلة تحت رئاسة الكلونيل جيري لناحية المعسكر لدفع العدو عن الأعراش المذعنة لها بغاية الإذعان ، ولما وصل ذلك المعسكر ترك الجنرال أبو هراوة الكولونيل جيري بذلك المكان وذهب بالمخزن لليعقوبية عند أولاد خالد والحساسنة بالعيان ، ثم زاد قاصدا لتيارت ، ولما وصل إلى أسفل فرندة في الحادي والعشرين من أبريل الموافق للرابع عشر من جمادى الأولى بالنقل الثابت ، مكث هنالك لتلحقه المحلة الثانية من المعسكر ، وفي ذلك اليوم هجم الأمير على صدامة وخلافة في مدغوسة في القول المشتهر ، فاجتمع العرشان على قتاله إلى أن لحقتهم المحلة للإعانة فقتلوا من جيشه خمسين فارسا في حال الإعانة ، ثم ذهب ونزل فوق وادي مينة ، وهو في حالة الكربة والغبينة ، وبعد أيام افتقر للزاد فخرج على المناصفة بناحية منداس ، وذهب إلى فليتة الفواقة المذعنين للدولة بغاية اقتباس ، فقاوموه عتيدا ، وقاتلوه شديدا إلى أن قتلوا منه ثلاثين فارسا / وغنموا منه ستة وخمسين فارسا حارسا. وكان من جملة القتلى سياف جيشه علي بن عومر وأتوا للمحلة برأسه مجزوزا ، وذلك بقرب سيدي محمد بن عيسى قولا مفروزا. وأما آغة بن رباح فقد أسر باللوحة وهذان الرجلان قد اجتمع (كذا) بالجنرال أبي هراوة بوادي التاغية بنية الصلح مع الأمير في شهر جانفي سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف بالتحرير.