الجنرال أبي هراوة صفاء خدمتهم وكثرة تعبهم وشدة صدمتهم أذن لهم بالرجوع إلى وهران ، للراحة وإزالة الأوساخ والأدران وذلك في اثنين وعشرين اكتبر (كذا) سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف الموافق للحادي عشر من ذي القعدة الحرام سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ، وزادت المحلة إلى فليتة ومنداس وهجم الأمير أيضا على فليتة أيضا الغربية والشكالة وحلوية ، والكرايش وبني نسلم بغير التباس ، وذلك ما بين جانفي وفبراير من سنة تلات وأربعين وثمانمائة وألف الموافق لشهر صفر من عام تسع وخمسين ومائتين وألف وهجم في مارس الموافق لربيع الأول على شرفة فليتة ولم يدع لهم تفليتة ، ولما سمع بدخول محلة الجزائر بالقوة المعينة افترق على جبال وانسريس وشلف والظهر بجيشه وأقام مدة الشتاء ما بين جديوية وواد الروينة.
ثم تلاقت المحلة التي هي في مستغانيم تحت رئاسة الجنرال جانتي مع العدو في أولاد خلوف ، وحصل القتال الذريع فيه بين الفريقين المفرق بين الألف والمألوف ، وشمر فيه المزاري وصحبته قدور بالمخفي والمخزن عن ساعد الجد وصال على العدو إلى أن أذاقه النكال وأزال ما به من القوة والجد ، وهزم العدو هزيمة شنيعة وقع بها في الفلل ، وهذه الواقعة تسمى بواقعة سيدي الأكحل / وذلك في عشرين مارس سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وألف الموافق لثاني عشر ربيع الثاني سنة تسع وخمسين ومائتين وألف وكثر القتل في بني زروال ، ورأوا من المخزن غاية العذاب والنكال ففاز المخزن في تلك الواقعة بالثناء الجميل والشكر الكثير الجليل وهو آغة بالجهة الشرقية تولاها في تاسع أوت سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وألف تولى بايا بمستغانيم مصطفى ابن عصمان وتولى أخوه إبراهيم خليفته بالمعسكر بالقولة الفرقية. قال ولنرجع بالكلام إلى نواحي تلمسان فنقول وبالله الاستعان ، أن الجنرال بيدو الذي كان مترئسا بتلمسان ، خرج في شهر نوفبر (كذا) بجيشه فجاس بلاد بني عامر ، ورجع لتلمسان في حالة زاهر ، ثم خرج أيضا في مارس وإبريل من السنة المذكورة الموافقين لربيع الثاني وجمادى الأول من السنة المسطورة وجاس غربي تلمسان ، لجيال بني سنوس وبني أبي سعيد ولما وصلت المحلة للمحل المسمى بشجرة برّافراف تكلم فيها وجوه البارود من مخزن الأمير ولم تكن فيهم فائدة بكل ما