ملكهم وأطردتهم عن البلاد ووصلت في أثرهم بجيش الفرانسيس إلى قجيلة ولا زلت تابعا لهم إلى أن أمحي آثارهم بالكلية ويحصل لأنفسهم الإياس ، ومن بلد قجيلة افترق المخزن مع الجنرال أبي هرواة بالبيان ، فمنها الجنرال زاد للتل ومنها المخزن رجع لوهران ، فدخلها في أوائل أوت سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق لأواسط العشرة الثانية من شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ، وفي ثامن ستانبر (كذا) الموافق للسابع والعشرين من رمضان ، جمع القبرنور جنرالاته وأمرهم بالتفتيش على الأمير وجيشه والباعة أين ما كان ، فمنها / الجنرال دربوفيل : أتاه الأمر بأن يرجع لفليتة البحرية ، ويبحث في سائر أماكنها من ملعب قربوسة وغيب الشرفة من جهة العمارنة بالكلية ، ومنها مصطفى بن إسماعيل يخرج بستمائة فارس مقاتل من مخزنه ويجتمع بالجنرال أبي هراوة في السادس عشر من ستمبر سنة اثنين وأربعين وثمان مائة وألف الموافق لخامس شوال سنة ثمان وخمسين ومئاتين وألف ، في عين الكرمة ثم يخرج على الطريش وعين تاودة وواد سوسلم وقصر بن حماد إلى أن يصل إلى رأس عين طاقين ولما سمع الأمير ذلك خرج من الصحراء ودخل التل فأخذ على رهيو والشلف وهجم على أولاد خويدم وأولاد العباس الذين كانوا للدولة مذعنين ، فأخذهم كثيرا وذهب لناحية المعسكر فوصلها في ثلاثين ستانبر (كذا) الموافق لتاسع عشر من شوال وهو اليوم الذي وصلت فيه المحلة لطاقين ولما مر الأمير بالبرج أضرمه نارا ، وتركه رماد بتمامه جهارا ، بعد ما انجلا (كذا) عنه أهله لسجرارة وبني شقران ، ومنهم من وصل إلى سيرات رايمين له عدم الإذعان وفي ثامن أكتبر (كذا) الموافق لسابع العشرين شوال سمع الأمير بأن الكثير من الأحرار أتوا بأمر الجنرال لمرسيار أبي هراوة إلى مطمر أولاد الشريف المذعنين له لأخذ حبه بتمام وهم له في الاضطرار فهجم عليهم معتقدا أن المحلة لم ترجع من طاقين وكان ذلك قرب الطريش باللوحة بالتعايين فسمعت المحلة النازلة هناك وركبت بمخزنها القساور ، وهجمت عليه فنزعت له جميع ما سباه من الأحرار وقتل منه المخزن مائة نفرا في حالة المضاجر ، وغنموا له مائتين وثمانية من الخيول ، وأسروا خمسين نفرا من جيشه وأتوا بهم في الكبول وقد حاز المخزن في ذلك اليوم للثناء الجميل وشكرته الدولة بالشكر الوافر الجليل ، ولما رأى