وتمطلاس وخرج في حسيان سفيد ، وبه أذعن بعض الجعافرة في القول المفيد ، وكان الأمير بذلك الوقت في غريس ، ومعه شرذمة قليلة يروم بها التخليس ، وفي ثاني عشر جوان سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق للثامن والعشرين من ربيع الثاني سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ، خرجت المحلّة من مستغانيم بقصد فليتة في الجولان ، والتقت في زمورة بخليفة الأمير الحاج مصطفى صاحب واقعة مزغران ، وحصل القتال الذريع ثم انفصل عن بعضهم بعض الفريقان ، وقد حصل الثناء الجميل في ذلك اليوم لمخزن المزاري بالغاية لكثرة قتاله وهجومه على العدوّ بما بلغ به للغاية. قال وبعد استراحة أبي هراوة بالمعسكر ثلاثة أيام ، خرج بمحلّته ومعه المخزن لنيل المرام ، وذلك في عشرين جوان الموافق لسابع رجب ، وذهب لفرطاسة وواد التات دون وصب ، ومكث به إلى خامس جليت الموافق لثاني عشرين رجب الأصم ، واشتغل جيشه بحصاد حب فليتة والحشم.
قال وأما الجنرال داربوفيل : الذي كان بنواحي شلف ، فإنه دخل بمحلّته لمستغانيم في أوائل جليت الموافق لأوائل العشرة الثالثة من رجب بغاية وصف.
ثم ذهبت محلّة المعسكر بمخزنها من فرطاسة في خامس جليت الموافق للثاني والعشرين من رجب الموصوف بالفضل والصيت ، لتلك النواحي فمرت بعرجة القطف وسيدي الجيلالي بن عمّار ، وسيدي بلقاسم إلى أن خرجت لمن أذعن من الأحرار وزادت لبلاد قجيلة التي فيها زاد الأمير وما له من السلاح ، فبحثوا عن ذلك وأخذوا ما وجدوه وهم في غاية الافتلاح ، قال ولمّا وصلوا لقجيلة تأمّل مصطفى بن إسماعيل فيها غاية ولما أعجبته تلك البلاد ، فاه متكلما بهذه الأنشاد :
يا ولاد محي الدين الكاثرين الإفساد |
|
الساكنين ذا البلد الزين في السحري |
ما تستهلوش يا سراق الهذا البلاد |
|
يستاهلها الفرانسيس ونخدمهم التال عمر |
حين وصلتهم للصحرا زولوا الانكاد |
|
نقدر نموت مطرح حين خلفت ثاري |
ومنهم من يقول أنه لم ينشد شيئا وإنما قام خطيبا بأعلا (كذا) صوته بمرآت الناس ، قائلا الحمد لله الذي خلفت ثاري من أولاد محي الدين ونحيت