(كذا) ماشيا للجهة الشرقية من غير متعرض له إلى أن وصل لجبل مزاية ، فحل به الانتقام ، وكان ذلك اليوم كبيرا مات فيه جيش كثير عزّته فيه نائحة العزاية.
ثم جاءت محلّة الجنرال بيجو لمتيجة فهدمت سورها وزادت المحلّة للبليدة وأزالت للأعداء نفورها.
قال وكان الجنرال أبو هراوة خرج بمحلّته في خامس عشر ماي سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق لثلاثين ربيع الأول عام ثمان وخمسين ومائتين وألف ، من المعسكر قاصدا لنواحي تيارت رائما لقضاء ما كان له في الفايت ، فمرّ بمنداس ووصل إلى تاقدمت فأضرم نوايلها نارا ، ولقى بطريقه العدو مرتين فقاتله جهارا ، فالمرة الأولى مع الأمير بخيالته فقتل المخزن من الخيالة ثلاثة أو أربعة رجال وأخذ خيولهم ، والمرة الثانية في عين الكرمة من بلاد عكرمة مع الأمير وخليفته قدور بن عبد الباقي فهدم المخزن سيولهم ، وكانت هذه الملحمة في غاية ما يكون من القتال ، مات فيها من جيش الأمير خلق كثير من خليفته بن عبد الباقي وخزندارة بن عبّ الخن من كثرة النزال ، وكان القاتل لبن عبّ آغة الزمالة محمد بن المختار ، ومنهم من يقول قتله آغة الغرابة الحاج عدة ولد المرسوم والصحيح أنهما اشتركا في قتله كما في صحيح الأخبار ، ونهب المخزن للعدو جملة من الخيول ، كما نهبت المحلّة ما أرادته من السّعي بالقول المنقول ، ومات من المخزن بن عبد الله ولد البهيليل ومسعود ابن شهيدة ، والعربي بن يحيى في القولة التي ليست برويدة ، وتمادى الجنرال سائرا بمحلّته إلى أن خرج على الكاف ، وزاد على بنيان الرومان جيهة (كذا) تيارت ثم زاد لعين تاودة بناحية الأصنام بغير الخلاف ، وقد أذعن له أولاد الشريف وأولاد الأكرد والأحرار الشراقة وحلوية في سابع عشرين ماي المذكور ، الموافق لثاني عشر ربيع الثاني بالمشهور ، ولمّا رجع بمحلّته للمعسكر بلغه الخبر في حادي ثلاثين ماي الموافق لسادس عشر ربيع الثاني ، من عند مدغوسة بأن الأمير هجم على الحشم الشراقة في واد العبد بغير التواني ، فبلغ الخبر فورا لمصطفى بن إسماعيل وهو بوهران ، فخرج بمخزنه حارجا إلى أن وصل للكرط بقرب المعسكر في ثالث جوان ، الموافق لتاسع عشر ربيع الثاني بإيضاح البيان ، وكان الجنرال أبا هراوة / ترك محلّة صغيرة بحوائط المعسكر وقاية بها بالعيان ، وزاد على سعيدة وعين الحجر