ثم خرج الجنرال من وهران ومعه مصطفى بمخزنه يمشي أمامه ، والنصر يلوح وراءه وأمامه ، في الثالث عشر / جانفي سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وألف الموافق لعشرين ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين وألف ، وقائده بالطريق الحاج محمد زيدون الذي كان قاطعا للطريق بغابة مولاي إسماعيل فيما ينشدون ، وكان جملة الجيش اثنا عشر بطيون (ذا) ، وعشرة اسكدرونات (كذا) فيما يتريون فضلا عن المخزن قاصدا لغريب الغرابة بعريش سيق ، وليس مع المحلة إلا مدفع واحد كبير بالتحقيق ، فمرت بسيدي الشحم (كذا) إلى أن حلت بحسيان أبي فطيس ، وهي في غاية من الأمن والتأنيس ولما وصلت المحلة لأبي فطيس رأت كثرة النيران ، فظنت أن ذلك عسسا (كذا) لاكنها (كذا) لم يشوشها أحد في كل مكان ثم استراحت بقرب الملح من أرض الغرابة ، وهي طامعة في نيل الغنيمة وسرعة الإجابة ، ثم ركبت وسارت. وبعد مرورها بالحيرة زهت وطارت وحين فارقت المحلة ليلا مصطفى بجيشه تحيرت من ذلك ساعة ، إلى أن حصل الاجتماع رجعت طاعة ، فأشرفت على واد واسع الجهات ، وكثير الخصب والنبات ، فافترقت العساكر يمينا وشمالا بالإثبات ، وحام أمامهم قوم الدواير في فضا سيرات وكان الوصول في ثمان ساعات ، وقصدت الصبايحية لعريش سيق ، والعرب مجتمعة بقرب بلاج شلابي من ديور سيق ، فأخذتهم أخذا ذريعا بالتبيين. ورجع القوم والعسكر وغيرهم سالمين غانمين ، وسبت الدوائر في ذلك اليوم ما بين الخيل والأمهار نحو الأربعين ، وكذا السروج والسلاح والأثاث في التعيين ، وبيوت الشعر وثلاثمائة رأس من البقر ، وسبا (كذا) الصبايحية ألف وخمسمائة شات (كذا) من الغنم وستمائة من البقر ، وسبا (كذا) السرسور أربعمائة نصفها من الغنم ونصفها من البقر ، ومات من الدواير فارسين بعد الظفر بهما في المشتهر ، ثم ذهبت المحلة ونزلت بسيدي عبد الرحمان الصماش للراحة وإزالة التعب والانتقاش.
قال وكان خليفة الأمير بالمعسكر وهو الحاج مصطفى بن التهامي نازلا بمحلته ببرج شلابي ، أو ببرج الشيخ بن زيان الزياني بأعلا سيق من غير ترامي ، ولما سمع بالوقائع التي قبل هذه الواقعة خرج من برج شلابي بسيق بجيشه في اليلة (كذا) الثالثة عشر من جانفي المارة من سنة المذكورة بقصد الغزو على