واللّام وغيرهما من المتمّمات ، وأنت خبير بأنّ الخاصّ لا يدلّ على العامّ وكونه كذلك في بعض الأحيان لا يستلزمه مطلقا ، فإنّ ذلك لا يتمّ في مثل الرّجل خير من المرأة.
فإن قلت : إنّما أخذ هذه (١) في تعريف المنكر منه (٢).
قلت : مع أنّه ينافي إطلاق القائل لا يتمّ في مثل المثالين المتقدّمين (٣) ، وفي مثل قولك لمن يسأل عن شبح يتردّد في كونه رجلا أو امرأة : انّه رجل. فإنّ المراد من التنوين هاهنا ليس الإشارة الى الفرد الغير المعيّن ، بل المراد إنّه هذه الماهيّة لا غيرها ، والى هذا ينظر من قال : إنّ اسم الجنس موضوع للماهيّة المطلقة. فقولنا : رجل في جاءني رجل ، نكرة لا اسم جنس ، ولذا جعلوا النّكرة قسيما لاسم الجنس ، وإلّا فالنّكارة قد تلاحظ بالنسبة الى الطبيعة ، أيضا بحسب ملاحظة حضورها في الذّهن وعدمه. فرجل في المثال المتقدّم (٤) نكرة باعتبار عدم ملاحظة تعيّن الطبيعة. وفي المثال المتأخّر (٥) باعتبار ملاحظة عدم تعيّن الفرد.
وبالجملة ، فهنا أربعة أمثلة : رجل إذا خلا عن اللّام والتنوين ، وهذا رجل يعني لا امرأة ، وجاءني رجل أو جئني برجل ، والرّجل خير من المرأة.
__________________
(١) أي الوحدة الغير المعيّنة ، ومراده دفع الغلط عن الأحد ، وأنّه لعلّه أراد تعريف هذا القسم من اسم الجنس.
(٢) أي المنكر من الجنس وهو ما عري عن أداة التعريف مثل : جاءني رجل ، ولا ريب انّ ما يورد علينا من النقض بمثل : الرجل خير من المرأة ليس مما نحن فيه.
(٣) وهما : جاءني رجل لا امرأة ، وأسد عليّ وفي الحروب نعامة.
(٤) وهو رجل جاءني لا امرأة ، ويمكن أن يكون المراد قوله : هذا رجل ، في قولك لمن يسأل عن شبح تردّد في كونه رجلا أو امرأة.
(٥) وهو قوله : جاءني رجل.