به الماهيّة بدون ملاحظة التعيين كما في قول الشاعر : أقوم آل حصن أم نساء؟! (١) وقد يعرّف ويراد به الجنس والماهيّة مثل : والله لا أتزوّج الثيّبات ، بل الأبكار ، إذا أراد جنس الجمع. وقد يراد به الجمع المعهود إذا كان هناك عهد خارجي ، وقد يراد به العهد الذهني كقوله تعالى : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً)(٢) ، إن قلنا بكون الجملة صفة للمستضعفين ، بل وقد يثنّى ويقال رجالان وقد يجمع كرجاجيل [كرياجيل] وجمالات الى غير ذلك.
وأمّا التّثنية فلا يجري جميع ما ذكر فيه ، فإنّ القدر المشترك بين كل واحد من الجموع ومجموعها موجود وهو مفهوم جماعة الرّجال ، بخلاف رجلان ، فإنّ مفهوم اثنان من الرّجال مشترك بين كلّ واحد من الاثنينيات بخلاف المجموع ، فإنّه ليس من أفراد اثنين من الرّجال ، ولكن التثنية أيضا قد يراد به النّكرة وقد يراد به العهد الخارجيّ ، بل العهد الذهني أيضا ، وقد يراد به الاستغراق ، فالجنسيّة تعرض الجمع كما انّ الجمعية تعرض الجنس.
ثم إنّ الجمع المعرّف باللّام قد يراد به الجنس ، بمعنى أنّ الجمع يعرّف بلام الجنس فيسقط عنه اعتبار الجمعيّة ويبقى إرادة الجنس ، فحينئذ يجوز إرادة الواحد أيضا عنه ، وإلى هذا ينظر قولهم في تعريف الحكم : بأنّه خطاب الله المتعلّق
__________________
(١) وبه يمكن أن يستدلّ على انّ القوم لا يطلق إلّا على الرجال. هذا وصدر البيت هو : فما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء ، وهو لزهير بن سلمة كما في كتاب «العين» للفراهيدي ج ٥ ص ٢٣١ و «الصحاح للجوهري» ج ٥ ص ٢٠١٦ و «لسان العرب» ج ١٢ ص ٥٠٥ وج ١٣ ص ١٢١.
(٢) النساء : ٩٨.